توقعات القوة

توقعات القوة
توجد قصص كثيرة عن أشخاص أقوياء فقدوا السيطرة على أنفسهم، ما يدفعنا إلى السؤال “لماذا يكون الأقوياء عرضة لتدمير الذات؟”، لنلقِ نظرة على القوة نفسها أولًا، فالقوة هي مصيدة النجاح والقوة تغيرنا، إذ تُبدِّل من توازن الهرمونات في الجسم وتحول دون التوتر وتؤثر في الطريقة التي نفكر بها ونتصرف بها، ومع أننا نربط القوة بالمال والهرمية السلطوية والسيطرة، يمكننا استدعاء هذا الشعور بالقوة من دون هذه الأشياء، ويمكننا فعل ذلك بسرعة.

إن تعريف القوة مرتبط بما يمكن للقوة فعله، فإذا وقف شخص طويل وانحنى أمام شخص آخر فإن الشخص الذي يأخذ الوضعية الأولى سيحصل دومًا على دفعة من القوة الوهمية، وهذا الشخص سيكون مستعدًّا للتحدث ولتحمّل المسؤولية وسيميل الآخرون إلى الإنصات إليه، ومن الناحية النفسية ستكون تأثيرات تلك القوة الوهمية بمقدار القوة المكتسبة من سلطة حقيقية. وهذه خدعة من أدمغتنا التي تستبق الأحداث، فأجسادنا تتحكم في عقولنا كما تتحكم العقول في الأجساد تمامًا، فالتبسُّم مثلًا يزيد من الشعور بالسعادة، ورفع الرأس لأعلى يزيد من الاعتزاز بالنفس، وانحناء الظهر يجلب الكآبة، أي إن الوضعية الجسدية تؤثر في العقلية.
ويمكن الظهور بمظهر أكبر من خلال وضعية جلوس توحي بالقوة، إذ تفسر عقولنا انبساط وضعية الجسم أو انكفاءه بالقوة أو الضعف حسب ما تراه ملائمًا للسلوك القوي أو الضعيف. يتوقع الدماغ القوة من وضعية الجسد وحتى هذه القوة الوهمية لها تأثيرات حقيقية، ويمكن لأي شخص الاستفادة منها، وإن أمضيت بعض الوقت لتبدو أكبر قبل امتحان أو مقابلة يمكن أن يقلّ قلقك. لكن هذا لا يعني أن القوة الوهمية قوة غير بحتة، إذ تبيّن أن الشعور بالقوة يُسهّل على بعض الناس ارتكاب المُخالفات، لأن القوة مُسْكِرَة ومن ثم تعطي الضوء الأخضر لكل شيء، ولهذا قد تؤدي إلى تدمير الذات.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.