التوقعات سلاح ذو حدّين

التوقعات سلاح ذو حدّين
في مجال كرة القدم بالتحديد يمكن رؤية سلبية التوقعات العالية والضغط الذي تُسببه، وأكبر مثال على ذلك حالة اللاعبين بالمنتخب الإنجليزي مع ركلات الترجيح التي أذهلت “جِيرْ جُورْدِت | Geir Jordet” وأراد معرفة سببها، لذا راقب “جُورْدِت” مئات ركلات الترجيح في البطولات الكبرى، واكتشف أن نتائجها تتمتع بنسق منطقي وليست عشوائية كما نظن.

إذ اكتشف “جُورْدِت” أنه كلما زادت أهمية المباراة قلّ عدد الأهداف التي تُحرز في ركلات الترجيح، ويلعب القلق دورًا هامًّا في النتيجة ويبدو واضحًا على وجوه اللاعبين غير الموفقين في ركلاتهم، الذين يميلون إلى تسديد ركلاتهم بسرعة، ويولون ظهورهم للمرمى عوضًا عن السير إلى الخلف عند انتظار صافرة الحكم مما يوحي بتجنب المواجهة، ويعدون الموقف كله تهديدًا لصورتهم الذاتية، وسمعتهم وإرثهم.
الشيء الأهم الذي اكتشفه “جُورْدِتْ” هو الرابط بين التوقعات والنجاح، فما يحظى به النجوم الكبار من تبجيل وثقة يتحول إلى قيد يعقد أقدامهم عند منطقة الجزاء فيحققون أهدافًا أقل، وذلك يرجع إلى التوقعات العالية لفريقهم من الجماهير واللاعبين على حد سواء، ولهذا يفشل لاعبو المنتخب الإنجليزي الذين يشعرون بتوقعات عالية كأنهم يحملون أعباء الآمال والأحلام للشعب الإنجليزي، ولهذا يتفوق اللاعبون المتواضعون في ركلات الترجيح عن النجوم الكبار الذين ينهارون تحت الاختناق.
إذًا، كيف يمكن للرياضيين تحاشي الاختناق؟ يجب عليهم الحفاظ على التفكير الاستباقي والتمحور حول الهدف، لأن الاختناق يحول تركيزهم من الداخل إلى الخارج، ومن ثم يبالغون في التحكم في حركاتهم، ولهذا يتعجل مسددو ركلات الجزاء في التسديد لأن تركيزهم الأساسي على الهروب من الضغط، ومن ثم يصبح إحراز الهدف أمرًا ثانويًّا فيخسرون.
الفكرة من كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
يسعى هذا الكتاب إلى فك الاشتباك بين التفاعل المُعقَّد لما نعتقد أنه سيحدث وما يحدث فعلًا، من خلال الكشف عن القوى غير المرئية للتوقعات التي تشكل هويتنا وأفعالنا ومستقبلنا، وذلك بالتطبيق على عديد من المجالات مثل الرياضة والطب وغيرهما.
مؤلف كتاب عقل فوق العقل: القوة المذهلة للتوقعات
كريس بيرديك: صحفي أمريكي مستقل يكتب عن العلوم والصحة والتكنولوجيا والتعليم، عمل محررًا في مجلة The Atlantic وMother Jones، وظهرت قصصه في Boston Globe، وWashington Post، وغيرهما. حصل على درجة البكالوريوس في التاريخ والأدب من جامعة “هَارْفَارْد | Harvard”، ودرجة الماجستير في الصحافة من جامعة “سْتَانْفُورْد | Stanford”، وكتابه هذا هو مؤلفه الوحيد.
معلومات عن المترجم:
عُمَر فَايِد: مُترجِم مصري، وُلِدَ في مدينة دمياط وحصل على ليسانس الأدب الإنجليزي في جامعة المنصورة عام 2010، ثم حصل على الشهادة التأسيسية لدبلوم الترجمة الفورية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وعمل بعدها مُترجمًا مع مختلف شركات ومكاتب الترجمة المرموقة، ومن ثم اتجه إلى ترجمة الكتب ابتداءً من إبريل عام 2019. ومن ترجماته:
مت فارغًا.
شهادة زور.
إذن بالشعور.