الزومبي الفلسفي

الزومبي الفلسفي
هل سمعت عن توأمك الزومبي من قبل؟ بعيدًا عن صورة الزومبي في أفلام هوليوود، فإن توأمك الزومبي ذاك يتقمص جميع حالاتك، يجلس ويقرأ ويسمع ويتحدث مثلك تمامًا، حتى إنك قد لا تستطيع تمييزه منك في الوهلة الأولى، قد تظن أنه أنت بالفعل، لكنه في الوقت ذاته يختلف عنك كليًّا، إذ يفعل كل تلك الأشياء التي تحاكي أفعالك تمامًا، لكن دون وعي أو شعور مصاحب للفعل، نستطيع أن نقول إنه لا يمتلك أي تجربة واعية خلال أدائه لأي عمل، فبينما أنت تدرك الألوان وتميز بعضها من بعض، وتستطيع تمييز اللون الأحمر من الأخضر والأصفر، لا يرى الزومبي هذا الاختلاف والتفاوت بين الألوان والأشياء عمومًا، ولا يشعر بأي من مشاعر الألم والفرح أو الحزن، فمن ظاهره يبدو مماثلًا لك تمامًا، بينما يفتقر إلى التجربة الواعية الداخلية، فهل هذا ممكن بحق؟!

أطلق العلماء على تلك الصورة نظرية “الزومبي الفلسفي”، بينما أنكر علماء آخرون إمكانية وجود مثل تلك الظاهرة، وسواء صدقت وجودها أم نفيته، فما الواقع المعيش عن ذلك ببعيد، نستطيع اليوم أن نرى روبوتًا يتحدث ويعبر ويبدي بعضًا من التعبير الشعوري، فإذا رأى أحدًا يبكي ربَّت على ظهره، وهوَّن عليه، ولربما كان باستطاعته كذلك تكرار كلمات من قبيل “لا تفعل ذلك، فإنه يزعجني!”، فهل يمكننا أن نطلق على هذا الروبوت أنه واعٍ؟ ربما تجيبني الآن بشكل قاطع: “لا، لا يمكننا أن نصف الروبوت بالوعي”، لكن لماذا؟ كيف يمكننا أن نحدد مَن في الكائنات واعٍ ومن غير واعٍ؟ وهل يؤثر الوعي في السلوك؟ وكيف يتعامل الدماغ مع المحفزات الخارجية؟ وكيف يدمج بين المعلومات؟ يُطلق على مجموع الأسئلة تلك “المعضلة العويصة للوعي”، فكيف لنا أن نفككها ونبصر ماهية الوعي؟!
الفكرة من كتاب الوعي.. دليل موجز للغز الجوهري للعقل
نسير في طرقات الحياة، فنبصر فيها العاقل والمجنون، والذكي والغبي، وكثير من الأضداد التي نميز بها الأشياء بعضها من بعض، وما يترتب على هذا التمييز من أحكام دينية وأخلاقية وعُرفية، لكن أبرز ما نميز به الإنسان من غيره من الكائنات هو قدرته على الوعي والإدراك، لكننا مع تطور الزمان نرى نموذج الروبوت الذي يستطيع ترتيب المعلومات وتطويرها واستيعابها، فهل يمكن أن نطلق على ما لديه كلمة “وعي”؟ فما الوعي؟ وكيف يمكننا إدراكه؟ وما ماهيته؟ وما علاقته بالوهم؟
مؤلف كتاب الوعي.. دليل موجز للغز الجوهري للعقل
آناكا هاريس: كاتبة ومحررة، متخصصة في العلوم العصبية والفيزيائية، حرَّرت كتاب “الكذب” لزوجها “سام هاريس | Sam Harris”، كما شاركت في تأسيس جمعية علمية غير هادفة للربح باسم “بروجكت ريزون | Project Reason”، ومن أبرز مؤلفاتها: “أنا أتساءل” وهو كتاب للأطفال، كما شاركت “سوزان كايزر جرينلاند | Susan Kaiser Greenland” في تأليف كتاب “Mindful games, Activity cards”
معلومات عن المترجم:
أحمد هنداوي: مترجمٌ حاصل على بكالوريوس في العلوم الفيزيائية من جامعة عين شمس عام 1988م، وماجستير العلوم في الفيزياء عام 1992م، ودكتوراه الفلسفة في الفيزياء من جامعة بنسلفانيا عام 1997م، وهو مؤسس “مؤسسة هنداوي” الخيرية لنشر التعليم والثقافة بين المتحدثين باللغة العربية بالاشتراك مع الدكتورة “نجوى عبد المطلب”، كما أسس شركة “نجوى ليمتد” للتعليم، ويشغل منصب كبير المديرين التنفيذيين بها حاليًّا.