البحث عن الجذور

البحث عن الجذور
اختص العلاج الجشطالتي بالتركيز على العيش في الحاضر وترك الماضي، لكن ماذا عن ذكريات الطفولة وتجاربها التي تأبى أن تتركنا وشأننا؟! لا تقلق يا صديقي؛ توجد عدة خطوات ستساعدك على التعامل معها وأولاها أن تفهم نمط التعلق الخاص بك، ونظرية التعلق وضعها عالم النفس “جون بولبي | John Bowlby” ويبين فيها أن التعلق هو الارتباط العاطفي الذي تطوره مع مقدم الرعاية الأساسي كالأم والأب، وتختلف أنماط التعلق ما بين التعلق الآمن الذي تكون فيه العلاقة مع مقدم الرعاية مستقرة وتُلبى فيها احتياجاتك النفسية والجسدية، والتعلق غير الآمن الذي لا تُلبى فيه هذه الاحتياجات أو تُلبى بشكل سيئ.

وتوجد ثلاثة أنواع للتعلق غير الآمن، أولها التناقض، وهنا تكون العلاقة مع مقدم الرعاية غير مستقرة، فيصبح الطفل في قلق دائم ويكبر معه هذا القلق فيجعله يتشبث بالآخرين ويخشى ألا يبادلوه المشاعر نفسها، وثانيها الرفض إذ يشعر الطفل بالرفض من مقدم الرعاية فيلجأ إلى تجنبه ويستمر معه هذا التجنب فيرفض الدخول في علاقات مقربة، أما النوع الثالث من الأنماط غير الآمنة فهو الفوضوي، الذي يتسم بالاضطراب وظهور مقدم الرعاية وغيابه بشكل مفاجئ، فيصبح الطفل أيضًا مرتبكًا في علاقاته. الآن بعد أن عرفت أنماط التعلق، حدد نمطك الخاص وكيف يؤثر في حياتك، وهذه بعض النصائح التي ستفيدك في تحسين الأثر الناتج عن أنماط التعلق غير الآمنة: كن على دراية بوسائل التواصل غير اللفظية التي تتبعها لأن منشأها يعود إلى العلاقة بينك وبين مقدم رعايتك، واهتم بتطوير ذكائك العاطفي، وسيفيدك أيضًا أن تبحث عن نموذج تقتدي به، واجعل بينك وبين نفسك تحديًا لتغيير توجهاتك غير الصحيحة في العلاقات.
وإلى جانب نظرية التعلق توجد نظرية الطفل الداخلي التي وضعها المعالج النفسي “كارل يونج”، ويشير فيها إلى أن بداخلنا طفلًا حُدِّدت عواطفه ومعتقداته الأساسية من خلال تجاربه الأولى، ولا يزال يؤثر هذا الطفل في حياتنا حتى اليوم، ولهذا فإصلاح هذا الطفل خطوة أساسية لعيش حياة جيدة، لذا حاول أن تأخذ نفسًا عميقًا وتتخيل نفسك طفلًا يا صديقي، وانظر كيف تبدو وبمَ تشعر ثم ابدأ حوارًا مع هذا الطفل، اسأله ما الذي يتمناه وماذا فاته واسمعه بعطف ولطف، وبعد ذلك ارجع إلى نفسك وقارن بين ما يفعله هذا الطفل وما تفعله الآن، وأخيرًا امنح نفسك ما كنت تحتاج إليه عندما كنت طفلًا، حتى إنه يمكنك الذهاب للعب إذا تطلب الأمر!
الفكرة من كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
قرأتَ كثيرًا من كتب التنمية الذاتية لكن بلا فائدة؟ وضعت خططًا لا حصر لها لتغير حياتك لكن لم يثمر أي منها؟ فكرت في استشارة طبيب نفسي لكن لم يكن الأمر سهلًا؟ لا بأس يا صديقي، فبين يديك الآن تقنيات العلاج النفسي وأدواته بمدارسه المختلفة، التي تستطيع تطبيقها من الآن ومشاهدة آثارها الفعالة في زيادة وعيك بنفسك، واستكشاف ذاتك، ومعالجة ذكريات الماضي وتجارب طفولتك، وتغيير تفكيرك إلى الأفضل، ومواجهة مخاوفك وأفكارك المزعجة، فماذا تنتظر لتبدأ؟ ها هو العلاج النفسي يأتي إلى غرفتك!
مؤلف كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
نِك ترينتون: كاتب أمريكي وباحث في مجال علم النفس، حاصل على درجة الماجستير في مجال علم النفس السلوكي، له أكثر من 30 كتابًا في مجال علم النفس، ومن أعماله:
القلق هو العدو.
علاج التفكير الضاغط.
قوة الأفكار الهادئة: تجنب الأفكار السلبية، استمع لعقلك بهدوء، تخلص من التوتر وعش بسلام.
معلومات عن المترجمة:
رانيا صلاح: مترجمة متميزة، ترجمت عديدًا من الأعمال، ومن ترجماتها:
متعة عدم الكمال.
تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب.
اكتشاف الغاية: كيف تقيم أهدافك في الحياة وتصنع طرق تحقيق غايتك.