خطوات من أجل أن تعرف نفسك

خطوات من أجل أن تعرف نفسك
في رأيك يا صديقي، إلامَ تحتاج خطط التنمية الذاتية لتنجح على أرض الواقع؟ ألا تتفق معي أن أول ما تحتاج إليه هو موافقتها لذاتك وأهدافك، لكن كيف ستبحث عن خطة موافقة لنفسك وأنت لا تعرفها أصلًا؟! إن معرفة النفس واستكشاف حقيقتها هي البداية لأي خطة ناجحة، ووفقًا “لرايان هاوز” عالم النفس والأستاذ بجامعة كاليفورنيا، فإن استكشاف الذات ينطوي على استكشاف أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك ودوافعك والتساؤل عن الأسباب التي تقف وراء ذلك كله، واستكشاف الذات ليس شيئًا تفعله مرة واحدة في العمر وينتهي الأمر، بل هو مثل التمارين الرياضية، يحتاج إلى أن تمارسه بانتظام لتحصل على فوائده، ولتستكشف ذاتك لا تحتاج إلا سؤال نفسك كلما تذكرت: “ما الذي ألاحظه في نفسي الآن؟”، لكني لن أقول قولي هذا ثم أتركك، بل سنتابع معًا الآن خطوات مفصلة لاكتشاف الذات وَضَعَها “توم ستيفنز | Tom Stevens

وها هي الخطوة الأولى التي أريدك فيها ببساطة أن ترجع إلى الخلف وتبدأ في مراقبة نفسك وملاحظة مشاعرك وأفكارك، وانتبه أن الهدف هو أن تلاحظ فقط، وليس أن تصدر الأحكام على نفسك، فقط كن كمن يراقب في صمت، ثم تأتي الخطوة الثانية ومهمتك فيها أن تلاحظ شدة مشاعرك وظهور أي أشياء جديدة لها صلة بتلك المشاعر، مثل التصورات أو الأفكار أو الذكريات، وابحث عما يجعل هذه المشاعر أقوى وما يجعلها تتلاشى. هل انتهى فحص المشاعر؟ لا، ليس بعد، فهناك خطوة ثالثة عليك أن تبحث فيها عن المعتقد الأساسي أو القيمة التي تقف وراء هذه المشاعر، ولكي تكتمل عملية استكشاف الذات، فعند ظهور أي مشكلة في أثناء ملاحظتك لنفسك تَتَبَّعْهَا وتَسَاءَلْ: ما هي؟ ومتى بدأت؟ وماذا فعلت قبلها؟ وهل دائمًا أشعر بتلك المشاعر ثم تقع المشكلة؟ وماذا يأتي عادة بعد وقوع المشكلة؟ وما الذي يحدث في البيئة المحيطة في هذا الوقت؟
ومما يساعدك أيضًا على استكشاف نفسك أن تعرف “نظام الأسرة الداخلية | international family systems model” المُقدم من المعالج الأسري “ريتشارد شوارتز | Richard Schwartz”، ويشير هذا النظام إلى أن كل شخص لديه عدة شخصيات فرعية أصغر ولكل شخصية دورًا معينًا تؤديه، كأن العقل عائلة صغيرة. كيف يساعدك نظام الأسرة الداخلية؟ حدد الفرد الذي يزعجك وركز عليه وحاول أن تجسده وتفهمه جيدًا وتعرف ما دوره، ثم حاول أن تصاحبه وتقبله وبعد أن فهمت لماذا هو موجود، يمكنك الآن أن تقول له شكرًا وتؤدي دوره بطريقة أكثر وعيًا وهدوءًا.
الفكرة من كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
قرأتَ كثيرًا من كتب التنمية الذاتية لكن بلا فائدة؟ وضعت خططًا لا حصر لها لتغير حياتك لكن لم يثمر أي منها؟ فكرت في استشارة طبيب نفسي لكن لم يكن الأمر سهلًا؟ لا بأس يا صديقي، فبين يديك الآن تقنيات العلاج النفسي وأدواته بمدارسه المختلفة، التي تستطيع تطبيقها من الآن ومشاهدة آثارها الفعالة في زيادة وعيك بنفسك، واستكشاف ذاتك، ومعالجة ذكريات الماضي وتجارب طفولتك، وتغيير تفكيرك إلى الأفضل، ومواجهة مخاوفك وأفكارك المزعجة، فماذا تنتظر لتبدأ؟ ها هو العلاج النفسي يأتي إلى غرفتك!
مؤلف كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
نِك ترينتون: كاتب أمريكي وباحث في مجال علم النفس، حاصل على درجة الماجستير في مجال علم النفس السلوكي، له أكثر من 30 كتابًا في مجال علم النفس، ومن أعماله:
القلق هو العدو.
علاج التفكير الضاغط.
قوة الأفكار الهادئة: تجنب الأفكار السلبية، استمع لعقلك بهدوء، تخلص من التوتر وعش بسلام.
معلومات عن المترجمة:
رانيا صلاح: مترجمة متميزة، ترجمت عديدًا من الأعمال، ومن ترجماتها:
متعة عدم الكمال.
تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب.
اكتشاف الغاية: كيف تقيم أهدافك في الحياة وتصنع طرق تحقيق غايتك.