الطريق ليس معبدًا بالورد

الطريق ليس معبدًا بالورد
لتعلم يا صديقي أنك لن تحب كل ما تكتشفه عن نفسك، بل ستقابل ما ترغب في الركض منه لأبعد مسافة ممكنة، فلكل منا جانب مظلم نبعده عن وعينا بكل ما أوتينا من قوة، ورغم ذلك لا يختفي، بل يعبر عن نفسه من خلال السلوكيات الغريبة والأحلام وزلات اللسان، وأطلق عالم النفس “كارل يونج” على هذا الجانب المظلم مصطلح الظل، ولهذا الظل تأثيرات خفية هادمة في عملك وعلاقاتك، وعليه فمن المهم أن تتوقف عن الهرب منه وتبدأ في تقبله، ولتتمكن من ذلك تحتاج إلى الصبر والصدق والشجاعة والكف عن المثالية وإصدار الأحكام، ومما يساعدك على استكشاف الظل أن تراقب ردود أفعالك، لأنه يظهر في ردود الأفعال القوية غير المتناسبة مع الموقف أو الحكم على الآخرين.

تحدثنا عن الظل، لكنه لسوء الحظ ليس العقبة الوحيدة التي نحتاج إلى تخطيها لنصبح أكثر وعيًا بأنفسنا، فهناك تجارب الماضي وذكرياته التي تستهلك طاقتنا وتفكيرنا كأننا ما زلنا نعيش فيها، ولمعالجة هذه المشكلة جاء نوع جديد من العلاج النفسي وهو العلاج الجشطالتي الذي يهدف إلى التخلي عن الماضي، ومن استراتيجياته: استراتيجية المشكلات المعلقة، والمشكلات المعلقة هي أشياء حدثت في الماضي لكن تأثيرها مستمر في الحاضر وعلاجها يحتاج إلى أن نواجهها ونرفض تجنبها بعد الآن. كيف ذلك؟ أغمض عينيك ثم استحضر الشخص أو الحدث داخل عقلك وابدأ في كل المناقشات والكلام الذي تفرغ به ما بداخلك لينتهي الأمر تمامًا، وتوجد أيضًا استراتيجية مخاطبة الكرسي الخالي، وفيها تُجلِس ما يزعجك من أشخاص أو أفكار أو مشاعر على الكرسي أمامك وتتبادل معه كل ما يدور في نفسك حتى تعالجه وتتحرر منه.
ويهتم العلاج الجشطالتي بألا تظل في دور الضحية لمشكلات الماضي، بل يدعوك إلى أن تتحمل مسؤوليتك تجاه ما يحدث في الحاضر، ويساعدك على أن تستمر في وعيك بنفسك وتركز على حاضرك عن طريق الانتقال من سؤال “لماذا؟” إلى سؤال “كيف؟”، لأن السؤال عن الكيفية يجعلنا نفهم الأشياء بطريقة أعمق. ويمكنك أيضًا أن تأخذ أسئلتك وتحولها إلى تأكيدات صحيحة، فإذا وجدت نفسك تفكر “لماذا أشعر بالاكتئاب اليوم؟”، فبدّل الفكرة إلى “أشعر بالاكتئاب اليوم”، ثم أتبع الجملة بالإجراء الذي ستفعله لتتعامل مع اكتئابك، مثل “أشعر بالاكتئاب اليوم، لذلك سأذهب في نزهة تحت أشعة الشمس”، وفائدة ذلك ألا تظل محبوسًا بين الأسئلة وتتحير في الإجابة عنها وأن تخرج من محيط الذهن وتتخذ إجراءات فعلية في الواقع.
الفكرة من كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
قرأتَ كثيرًا من كتب التنمية الذاتية لكن بلا فائدة؟ وضعت خططًا لا حصر لها لتغير حياتك لكن لم يثمر أي منها؟ فكرت في استشارة طبيب نفسي لكن لم يكن الأمر سهلًا؟ لا بأس يا صديقي، فبين يديك الآن تقنيات العلاج النفسي وأدواته بمدارسه المختلفة، التي تستطيع تطبيقها من الآن ومشاهدة آثارها الفعالة في زيادة وعيك بنفسك، واستكشاف ذاتك، ومعالجة ذكريات الماضي وتجارب طفولتك، وتغيير تفكيرك إلى الأفضل، ومواجهة مخاوفك وأفكارك المزعجة، فماذا تنتظر لتبدأ؟ ها هو العلاج النفسي يأتي إلى غرفتك!
مؤلف كتاب عيادة نفسية من داخل غرفتك
نِك ترينتون: كاتب أمريكي وباحث في مجال علم النفس، حاصل على درجة الماجستير في مجال علم النفس السلوكي، له أكثر من 30 كتابًا في مجال علم النفس، ومن أعماله:
القلق هو العدو.
علاج التفكير الضاغط.
قوة الأفكار الهادئة: تجنب الأفكار السلبية، استمع لعقلك بهدوء، تخلص من التوتر وعش بسلام.
معلومات عن المترجمة:
رانيا صلاح: مترجمة متميزة، ترجمت عديدًا من الأعمال، ومن ترجماتها:
متعة عدم الكمال.
تعلم التسويق كأنك تعيش قصة حب.
اكتشاف الغاية: كيف تقيم أهدافك في الحياة وتصنع طرق تحقيق غايتك.