القّط مَدرسة!

القّط مَدرسة!
يقول سيجموند فرويد: “تشترك القطط والنساء بالإضافة إلى المجرمين في كونهم نموذجًا يصعب الوصول إليه، فلديهم قدرات هائلة على حب الذات مما يجعلنا ننجذب إليهم”، ولا تكفُّ القطط عن تلقيننا الدروس يوميًّا سواء على الصعيد الشخصي أم العملي، ففي سلوكياتهم لغز عجيب مثير للإعجاب، في العادات، والانفعالات، والتصرفات وحتى في أساليب المراوغة.

ويتمنى أغلبية البشر أن يصبحوا على غير حالهم، ينظرون إلى ما ينقصهم ولا يرون ما بحوزتهم، يأملون أن يغيروا أشكالهم ويضاعفوا قدراتهم، ولا يعترفون بالاختلاف. يقول إبراهام ماسلو: “الجنس البشري هو الوحيد الذي يواجه صعوبة في رؤية نفسه جنسًا من المخلوقات، يبدو أن القط لا يواجه مشكلة في كونه قطًّا، الأمر بسيط للغاية، فالقطط ليس لديها تعقيد ولا تناقض ولا صراع ولا علامة على الرغبة في أن تكون كلابًا”. لو تبدلت الأدوار يومًا لفشل كثير من البشر في أن يصبحوا قططًا، فالقطط تتسم بالنظافة والمودة والكرامة والشجاعة -على حد قول “فيرناند ميري | Ferdinand Maria”- وهي أشياء يندر من يتحلى بها هذه الآونة.
وعندما قال “سيدُوني جابرييل كُوليت | Sidonie-Gabrielle Colette”: “مع القطط لن تخسر شيئًا، بل ستتعلم الكثير”، لم يأتِ بهذه المقولة من فراغ، فمن حسن حظ القط أنه فُطر على حب البحث والتقصي، فلا شيء يفتح أبواب التعلم واكتساب المعارف كما يفعل الفضول، لأنه تلقائيًّا يدفعه إلى التفتيش عما خلف الأشياء، والتسلل إلى أعماقها، وكشف الغامض والاستفسار عن المبهم، ويؤيد “سيدُوني” في ذلك “أرنولد إدينبورو | Arnold Edinborough” بقوله: “الفضول أساس التعلم، وإن قلتم لي إن الفضول قد قتل القط فسأجيبكم بأن القط قد مات نبيلًا”، بالإضافة إلى أن قدرات القطط الهائلة على التكيف ومواكبة التغيرات -بيئية كانت أم بدنية- تُقوي قلوبهم وتشجعهم على الانخراط في المغامرة دون مهابة الصعاب.
الفكرة من كتاب فكر وتصرف كأنك قط: دليلك للتغلب على ضغوط الحياة
القطط، أقرب السلالات شبهًا إلى هيبة الملوك وطبائعهم، أصحاب الشخصية القوية، عشاق الحرية، مُقدسو الرفاهية، إن كنت مالكًا لقط فلا بد أن سلوكياته أعجبتك وحيرتك في الآنِ نفسه، قد تكون غضبت ذات مرة حين ناديته ولم يجبك، ولا شك أنك ابتسمت معجبًا بمشيته المختالة المتباهية في مرة أخرى، وإن لم تكن فالبتأكيد صادفت قطًّا يتنزه في الشارع، أو آخر يأخذ قيلولة تحت ظل شجرة، ربما تساءلت في نفسك عن طبيعة تفكيره وتكوينه، ربما علمك درسًا دون أن يقصد، وربما قطك هذا يخفي في جوفه عالمًا آخر! ومن خلال مراقبتك لتصرفات القطط، ستغير نظرتك إلى الحياة.
مؤلف كتاب فكر وتصرف كأنك قط: دليلك للتغلب على ضغوط الحياة
ستيفان جارنييه: كاتب وصحفي فرنسي من مواليد ليون عام 1974، شغل عديدًا من الوظائف المختلفة التي لا علاقة لها بالتأليف قبل أن يصبح كاتبًا. من أهم أعماله:
Super radin
How to Live Like Your Cat
How to Live Like the Little Prince: A Grown-Up’s Guide to Rediscovering Imagination, Adventure, and Awe
معلومات عن المترجم:
فالن بولس: مترجم متميز، من أبرز أعماله:
فن التعاسة: ما الذي تعنيه السعادة حقًّا؟