الإمبراطوريات والبكتيريا

احترس يا صديقي، فنحن الآن على وشك أن نشهد أقوى انفجار بركاني على مدار ما يقارب السبعة آلاف عام، وهو انفجار بركان جزر إندونيسيا، الذي حجب الشمس بسبب رماده الكثيف، فأصبح الشتاء أطول وأكثر قسوة، وفي رحلتنا السابقة كان الطاعون قد انتشر، وأضعف قوة الإمبراطورية الرومانية في الغرب، فخسرت معظم أراضيها، وبسبب سوء الطقس، تمكنت بكتيريا يرسينيا الطاعونية من النجاة والتحور، وضربت الأوبئة المتكررة أوربا والشرق الأوسط، وأُطلق على الطاعون لقب الموت الأسود، وساد الاعتقاد بأنه نوع من العقاب الإلهي، وفي بعض المجتمعات تعرض اليهود للقتل بسبب الاعتقاد السائد بأنهم مصدر الطاعون، وفي هذه الفترة ظهرت تقنيات العزل الصحي للغرباء والمسافرين، خوفًا من انتشار الطاعون. 

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وعلى الرغم من تأثر جميع المجتمعات بالطاعون، فإن المجتمع العثماني لم يتأثر، والسر في ذلك كان تنقلهم الدائم، إذ بدؤوا في صورة مجموعة من الرحالة، ولم يقيموا في مكان لأكثر من بضعة أيام، وكان أسلوب التجول هذا هو ما حماهم من التعرض للمرض، وفي غضون عقدين من الزمن ومع الضعف العام في جميع المناطق المتأثرة بالطاعون، تمكن العثمانيون من احتلال جزء كبير من أراضي البلقان، وتقلص حجم الإمبراطورية الرومانية الشرقية.

ومن دون الطاعون، لا يمكن تصور أن يتمكن العثمانيون من فرض سيطرتهم بسرعة على منطقة شاسعة امتدت من نهر الدانوب في الشمال إلى اليمن في الجنوب، ومن الجزائر في الغرب إلى الخليج الفارسي في الشرق، وواصلت إمبراطوريتهم كونها قوة كبرى في أوربا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط حتى نهاية الحرب العالمية الأولى، وفي الجانب الغربي من العالم ظهر النظام الإقطاعي واللوردات، وخسر الفلاحون أراضيهم، وللمرة الأولى منذ ثورة العصر الحجري الحديث، لم يعد معظم السكان قادرين على زراعة محاصيلهم الخاصة، هل أنت مستعد لمحطتنا الزمنية القادمة؟

هل تعلم ما سبب سقوط الإمبراطورية الرومانية؟ وما أصل الصور النمطية؟ وكيف غير الغزاة وجه العالم؟ وماذا عن الاقتصاد والثقافة والعادات المجتمعية؟ أعلم أنك الآن تفكر في إجابات عدة، ولكن الإجابة التي أقصدها لن تخطر ببالك. 

لن أعطيك الإجابة بهذه البساطة يا صديقي، ولكني سأصحبك في رحلة ستكشف لك عن إجابات هذه الأسئلة وغيرها الكثير، فما وجهتنا؟ وأين سنسافر؟ حسنًا في هذه الرحلة لن نطرح سؤالًا يبدأ بـ”أين”، بل “متى”، لأن رحلتنا ستكون عبر الزمن، فهل أنت مستعد؟

جوناثان كينيدي: مؤلف، وباحث، ومدرس في مادة الصحة العامة في جامعة الملكة ماري في لندن، وحاصل على الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة كامبريدج، وله عدة مؤلفات، أهمها: 

Pathogenesis: A history of the world in eight plagues
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.