عندما يكون الطلاق لازمًا للبدء من جديد

عندما يكون الطلاق لازمًا للبدء من جديد
النوع الثالث من أنواع الفشل المتسبب في إنهاء الزواج هو الفشل الضروري، إذ توجد حالات يُعد فيها ضرر الاستمرار في الزواج أكبر من نفعه، إذ يكون فيها قدر كبير من التباين في الطباع أو الأخلاق والإعفاف الجسدي والروحي، وانتهى الأمل في حلها، ولم يستطع كل طرف أن يجد في الآخر خلقًا حسنًا يوازن الخلق الذي كرهه فيه، فهنا يصبح من النجاح أن نفشل فشلًا معلنًا، يمكن بعده تحقيق نجاح جديد، ويكون خيرًا من الاستمرار في فشل كامل مع محاولة إخفائه وادعاء النجاح، لكن لماذا نرى كثيرًا من الحالات التي يجب عليها الطلاق تحاول بشدة الاستمرار والصمود في وضع غير مستحب؟

في الحقيقة يوجد عديد من الأسباب، وأشهرها الاستمرار من أجل مصلحة الأطفال، ويقرر ذلك أحد الطرفين أو كلاهما بدوافع عدة، منها: الحرص على نفسية الأبناء ومسار حياتهم الدراسي والاجتماعي بوجودهم في بيئة أسرية ولو صورية، وكذلك الخوف من فقدان الاتصال بهم ولو جزئيًّا في حالة حضانة أحد الطرفين للأطفال، وفي بعض الحالات يكون بسبب خوف الأم من عدم قدرتها على الإنفاق على الأبناء وعدم ائتمان زوجها على دفع نفقتهم بعد الانفصال، ويمكن إجمال كل هذه الدوافع تحت عدم ضمان طلاقهما طلاقًا محترمًا، نتيجة للصفات السلبية في الطرف الآخر، رغم أن كل هذا الضغط سيؤثر في مصلحة الأطفال بالسلب.
أما السبب الثاني للاستمرار فهو سبب اجتماعي، إذ يعد الطلاق في مجتمعنا، وخصوصًا للنساء، نهاية العالم، فلذلك تقل بشكل عام فرص زواج المطلَّقة أو المطلِّق مرة أخرى، والمطلَّقة حتى لو كانت ابنة عشرين عامًا تقل فرص زواجها بشاب لم يتزوج من قبل، بل في العادة ينحصر خطابها في رجل متزوج يريد التعدد أو أرمل ذي أولاد يبحث عن أم لهم.
والسبب الأخير من أسباب الاستمرار في الزواج رغم استحالته هو أعباء الطلاق المادية، فبالنسبة إلى المرأة قد يكون زوجها مصدر دخلها الوحيد وتخشى عدم قدرتها على الإنفاق على نفسها والأولاد، أما الرجل فيُقَيِّده التفكير في القائمة والمؤخر والنفقة التي لا يعلم هل سيصل إلى اتفاق مع الزوجة بخصوصها أم ستذهب إلى المحاكم.
الفكرة من كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
فهل تظن أن تلك التجارب مجرد سوء حظ عابر، وأنك إن مررت بتجربة مشابهة فستصل إلى نتيجة مختلفة، أم تعتقد أن العيب في الزواج نفسه وبغض النظر عن اختلاف التجربة ستكون النتيجة دائمًا الفشل؟
في هذا الكتاب سنقف على هذين السؤالين، ونعرف أسباب الفشل في التجارب الزوجية، الذي قَسَّمه المؤلف ثلاثة أنواع: فشل كان من الممكن تجنبه من البداية، وفشل متوهم يمكن تجاوزه، وفشل ضروري للنجاح.
مؤلف كتاب حكمة ونصيب: زواج ناجح في مواجهة التحديات
معتز عبد الرحمن: كاتب ومهندس إنشائي مصري، تخرج في كلية الهندسة بجامعة القاهرة عام 2007، وحصل على شهادتي (PMP) و(RMP) في إدارة المشروعات والمخاطر، مهتم بالمجالات الهندسية ومجالات الإدارة والتطوير ودعم الشباب الناشئ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وخارجها، وكتب عشرات المقالات في السنوات الأخيرة في موضوعات متعددة دينية وسياسية واجتماعية، ونُشرت في مواقع إلكترونية مختلفة، مثل: البديل، وقصة الإسلام، ومنبر الشروق، وصفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وبالإضافة إلى ذلك ينشر فيديوهات ثقافية ومعرفية متنوعة على قناته على اليوتيوب.
له أعمال أخرى، عناوينها:
عنبر المديرين.
وقت مستقطع: تأملات قرآنية في واقع مضطرب.
أزمة البخاري.