نحو مزيد من الفشل

نحو مزيد من الفشل
نشأ معظم جيل الألفية على حقيقة أن الفشل يجب تجنبه، لم تكن هذه بالضرورة استراتيجية مقصودة بالنسبة إلى معظم الآباء، لكنها كانت بالتأكيد نتيجة لشعارات التمكين التي سمعناها مرارًا وتكرارًا، “يمكنك أن تكون أي شيء!” ومن ثم فهو خطؤك إن لم تكن شيئًا رائعًا في النهاية، ونتيجة لذلك، فإننا نصل في كثير من الأحيان إلى عتبة التعليم العالي دون الاستفادة من تجربة كثير من الفشل في حياتنا، ولكننا على وشك تغيير هذا الأمر، فكما وضحنا سابقًا يمتاز البورتفوليو الخاص بنا بالقدرة على التكيف والمرونة، ولذلك نحن نتقبل حقيقة أن العديد من المنعطفات والخيارات ستشفل، ولكن تلك الناجحة منها ستعوض الخسائر.

ويخاف معظم الشباب من الفشل بسبب تكاليفه المادية، مثل: فقدان الدخل إذا فقدت وظيفتك، لذا خذ دقيقة وفكر في الشكل الذي تبدو عليه شبكة الأمان المالي الخاصة بك، ما الموارد أو المهارات التي يمكنك الاعتماد عليها لتخفيف أثر أي تكاليف مالية محتملة لفشلك؟ إذا كانت شبكة الأمان المالي الخاصة بك تبدو ضعيفة جدًّا في الوقت الحالي، فهل هناك طريقة يمكنك من خلالها البدء في تعزيزها لتقديم دعم أفضل لك في المستقبل؟ وأحد أهم أسباب الخوف كذلك هو التعود، فإذا كنت تعمل في القوى العاملة لبضع سنوات، فمن المحتمل أنك قد أخفيت جوانب من نفسك لا تتناسب مع قالب المسار الحالي لوظيفتك، ولحل هذه المشكلة عليك التعرف إلى نفسك من جديد، كأنك تتعرف إلى صديق، ومن هم أفضل من أصدقائنا لإنجاز هذه المهمة؟
عليك في هذه المرحلة أن تطرح على أصدقائك أسئلة مثل: متى يلجؤون إليك؟ وما صفاتك المميزة؟ تمثل هذه الرؤى مجموعة بيانات رائعة لصياغة مخطط هويتك الخاص، والآن اكتب كل فكرة من تلك الدردشات على قطعة منفصلة من الورق، ومن ثم أضف إلى تلك البيانات إجابات عدة أسئلة أساسية، مثل: ماذا تفعل حاليًّا في حياتك؟ ما الوظائف التي مارستها سابقًا؟ وما الذي تتقنه؟ ابدأ الآن في البحث عن الأنماط والتداخلات، هدفك هو ترتيب هذه الجوانب التي تبدو متميزة من حياتك في مجموعات واضحة، فالخطوة الأهم في بناء البورتفوليو الخاص بك هي تحديد هويتك.
الفكرة من كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
ها أنت تجلس في مكتبك، كعادتك كل يوم في الثامنة صباحًا، تفكر في المشاريع التي تود أن تعمل عليها، والمهارات التي أثارت اهتمامك أخيرًا، ومن ثم تتذكر حياتك الاجتماعية التي تأثرت بجدول عملك المزدحم، وتفكر في آخر مرة تمرنت فيها، وينتهي بك الأمر وأنت تخبر نفسك أنك يومًا ما ستتقاعد مع راتب مناسب يكفي لممارسة كل هذه الأنشطة، وتقطع مهامُ العمل التي لا تنتهي حبلَ أفكارك هذا.
هذه هي حال الكثيرين، فلو كنت واحدًا منهم يا صديقي، دعني أطرح عليك عدة أسئلة يجب عليك التفكير فيها، وهي: هل وظيفتك حقًّا آمنة؟ وهل مواردك المالية مناسبة لتطلعاتك الحالية؟ وهل تنفق مواردك بشكل صحيح؟ وأخيرًا هل يجب عليك إهمال أفكارك الخاصة وتطلعاتك البعيدة عن العمل؟ أريد منك أن تكتب إجاباتك الخاصة عن هذه الأسئلة، لأن كل ما تؤمن به على وشك التغيير، فهل أنت مستعد؟
مؤلف كتاب حياة البورتفوليو: تأمين مستقبلك الوظيفي وصنع حياة تستحقها
كريستينا والاس: رائدة أعمال لديها أكثر من عشر سنوات من الخبرة في بناء الشركات، وتعمل حاليًّا أستاذة في ريادة الأعمال والتسويق في كلية هارفارد للأعمال، ومن مؤلفاتها:
New to Big: How Companies Can Create Like Entrepreneurs, Invest Like VCs, and Install a Permanent Operating System for Growth
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.