المنافس الصغير

المنافس الصغير
في عام ١٩٩٨م كانت “أمازون | Amazon” قد بدأت لتوها في بيع سلع غير الكتب، ومن ناحية أخرى امتلكت “وول مارت | Walmart” كل السلع المختلفة والموارد والبراعة اللوجستية لهزيمة أمازون، وفي حين حققت أمازون أول ١٤٨ مليون دولار من التجارة الإلكترونية، فقد حققت وول مارت في العام نفسه أول بليون دولار من سلسلة المتاجر، لذا لم تبدُ التجارة عبر الإنترنت خيارًا مربحًا لوول مارت، وحتى أواخر التسعينيات،كانت الاستثمارات التكنولوجية الضخمة موجهة نحو تحسين الأعمال الأساسية لشركة وول مارت، المتمثلة في بيع كميات ضخمة من البضائع بأسعار رخيصة جدًّا خارج المتاجر الفعلية.

وأُصيب عدة موظفين داخل وول مارت بالإحباط من عدم اهتمام الشركة بالمتجر الإلكتروني، واستغل جيف بيزوس هذا الإحباط، واصطاد العقول التقنية اللامعة من وول مارت، وفي أواخر التسعينيات تغير الوضع مع نمو أمازون بشكل سريع، وقررت وول مارت الالتفات إلى التجارة الإلكترونية، وتوقع المسؤولون التنفيذيون أن يجذب موقع الشركة الإلكتروني عملاء مختلفين عن المتجر، ولكن ذلك لم يحدث، وفي الوقت نفسه بلغت إيرادات أمازون نحو ثمانية أضعاف موقع وول مارت.
وفي عام ٢٠٠٥ م أنشأت أمازون أداة لتسعير المنتجات، حتى تتابع أسعار منافسيها، وتتغلب على أسعار وول مارت الرخيصة، كما وضعت يدها على عدة شركات ناشئة في مجال التجارة الإلكترونية، ومنها: diapers.com، وكانت وول مارت قد حاولت شراء الموقع نفسه، ولكنها فشلت في ذلك أمام تهديدات أمازون بخفض أسعار المنتجات لتحطيم إيرادات الموقع، وفي الفترة نفسها بدأ “مارك لوري | Marc lore” مؤسس diapers.com موقعًا يسمى jet.com، وكان هدفه منافسة أمازون، ولكنه فشل في جذب المستثمرين، واستحوذت وول مارت عليه بمبلغ ٣ مليارات دولار.
الفكرة من كتاب الفائز يبيع كل شيء: أمازون، وول مارت، والصراع على جيوبنا
في عالم تسيطر عليه التكنولوجيا، أصبحت البصمة الرقمية للشركات لا تقل أهميةً عن بصمتها الواقعية، ومع ظهور التجارة الإلكترونية، ظهر مجال آخر لتنافس الشركات على جيوب المستهلكين، وفي هذا المجال المنافسة ضارية بين عملاقي البيع بالتجزئة: أمازون وول مارت.
فمن سيُهيمن على هذا المجال في النهاية؟ هل ستُحافظ أمازون على سيطرتها المُطلقة في عالم التجارة الإلكترونية؟ أم ستتمكن وول مارت من استعادة عرشها على مملكة البيع بالتجزئة؟ يجيب كتابنا عن هذه الأسئلة المُلحّة وغيرها الكثير، من خلال تحليلٍ دقيقٍ لاستراتيجيات الشركتين وتحركاتهما الجريئة.
مؤلف كتاب الفائز يبيع كل شيء: أمازون، وول مارت، والصراع على جيوبنا
جيسون ديل ري: صحفي أعمال ذو خبرة واسعة، أمضى عشر سنوات في ريكود، وهي مجلة تكنولوجيا إلكترونية رائدة، خلال مسيرته المهنية ركز ديل ري على تغطية عملاقي التجزئة أمازون وول مارت، مُسلّطًا الضوء على التغييرات التي أحدثتها التكنولوجيا في مجال البيع بالتجزئة.
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.