المجمع الرقمي العسكري الإسرائيلي والنضال الفلسطيني للتأثير في السردية الإسرائيلية

المجمع الرقمي العسكري الإسرائيلي والنضال الفلسطيني للتأثير في السردية الإسرائيلية
دخل الإنترنت إلى الدول العربية بداية من التسعينيات من القرن الماضي، واختلفت درجة الرقابة عليه من دولة عربية لأخرى، وترك الإنترنت بصمته على العالم العربي، ما دفع البعض إلى تسمية الثورات العربية باسم “ثورات تويتر وفيسبوك” اعترافًا بنجاح وسائل التواصل الاجتماعي، ودورها المهم في تعزيز الوعي السياسي، وكسر الحدود، وخلق مساحة من النقاش بعيدة عن أعين الأنظمة الحاكمة، هذا بالإضافة إلى نشر الأخبار والمعلومات والدعم، ومن ثم كان للإنترنت دور بارز في النضال العربي البرمجي.

أما تطور الإنترنت في فلسطين فكان مختلفًا عن تطوره في بقية العالم العربي، وذلك لصلته الوثيقة بالاحتلال الإسرائيلي، فقطاع التكنولوجيا في إسرائيل يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالجيش الإسرائيلي، بسبب حاجة إسرائيل إلى السيطرة على الشعب الفلسطيني، ومن ثم لا يوجد خط فاصل بين التطبيقات العسكرية والمدنية، إذ تروج إسرائيل دائمًا فكرة الأمن الداخلي، وتتجاهل الخصوصية الفردية وحقوق الإنسان بسبب غلبة الأمن فيها على كل شيء، فعلى سبيل المثال يلعب الجيش الإسرائيلي دورًا كبيرًا في دفع الشباب الخريجين الحاصلين على أعلى الدرجات إلى مجال التكنولوجيا وتجنيدهم للانضمام إلى الوحدة 8200 الخاصة بالحرب الإلكترونية، وغيرها من الوحدات التي تعتمد على التكنولوجيا، وفي العموم يشكل الجنود والمحاربون القدامى في قطاع التكنولوجيا الإسرائيلي 90% من قطاع التكنولوجيا، ونحو 60% من عموم السكان!
وبناءً على ذلك تُسيطر إسرائيل -وبالتحديد الجيش الإسرائيلي- على كل شيء يتعلق بالتكنولوجيا، وللتخلص من السيطرة المادية للاحتلال، هرب الفلسطينيون إلى الواقع الافتراضي، ومن ثم فإن الإنترنت بالنسبة إلى الفلسطينيين ليس مجرد أداة للتواصل الاجتماعي والترفيه، بل أداة مهمة للتأثير في السردية الإسرائيلية في ما يتعلق بالأراضي الفلسطينية المحتلة، ومن هنا يُعد الإنترنت أداة من أدوات النضال الفلسطيني ضد الهيمنة الإسرائيلية، ووسيلة فعالة لتجاوز العقبات المادية على الأرض كنقاط التفتيش والحواجز والجدار العنصري العازل، لذلك في أثناء الحرب على غزة في صيف عام 2014م، ظهر هاشتاج #إسرائيل_تحت_القصف وهو مُوالٍ لإسرائيل، وفي المقابل ظهر هاشتاج #أنقذوا_غزة الموالي للفلسطينيين الذي دفع بالنشاط السياسي الفلسطيني إلى العالم الافتراضي، ومن ثم استطاع الهاشتاج الفلسطيني التأثير في السردية الإسرائيلية، وكشف فظائع الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه.
الفكرة من كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
بدأ انتشار الإنترنت العربي على نطاق واسع مع اندلاع ثورات الربيع العربي، واستخدامه أداةً للتغيير الديمقراطي في المنطقة، ولم تكن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعيدةً عن استخدام الإنترنت، إذ بدأ أول هجوم إلكتروني على الكيان الصهيوني في يناير عام 2012م على يد هكر سعودي اسمه (oxOmar)، الذي هاجم موقع تل أبيب للأوراق المالية وخطوط العال الجوية الإسرائيلية، وتمكن من إبطاء عمل البورصة الإسرائيلية، ونشر أكثر من 400 ألف رقم لبطاقات ائتمان إسرائيلية، وناشد عمر جميع الهكر المسلمين للانضمام إلى معركة الإنترنت ضد الاحتلال الإسرائيلي
وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي. وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي.
مؤلف كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
إيريك سكاريه: ناشط ومحرر في موقع “إنفوفاضة” الإلكتروني المناصر للقضية الفلسطينية. من مؤلفاته:
عن فلسطين: دليل سفر سياسي.
معلومات عن المترجم:
منصور العمري: مترجم وصحفي وناشط حقوقي سوري، حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة لندن، يعمل مترجمًا في “هيومن رايتس ووتش”، حاصل على جائزة PEC وجائزة هيلمان هاميت للكُتاب. من ترجماته:
العميل السري.
اليوم نرمي القنابل وغدًا نبني الجسور.
اعترافات إرهابي.