تطور المقاومة الفلسطينية

تطور المقاومة الفلسطينية
يعد النضال الإلكتروني الفلسطيني جزءًا لا يتجزأ من حركة المقاومة الفلسطينية نفسها، ومن ثم فهي رقمنة للمقاومة الموجودة سلفًا، تهدف المقاومة الإلكترونية إلى لفت أنظار المجتمع الدولي إلى وجود شعب فلسطيني يقبع تحت الاحتلال. قبل عام 1948م -أي العام الذي وُجدت فيه إسرائيل- شهدت الأراضي الفلسطينية احتجاجات منظمة وحملات ضد الاستعمار، بالإضافة إلى المقاومة المسلحة، وبعد النكبة الفلسطينية بدأ اللاجئون الفلسطينيون في تنظيم أنفسهم في كتائب مقاتلة، إذ عدّوا المقاومة المسلحة السبيلَ الوحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، كانت الهجمات الفلسطينية المسلحة تُشن على نطاق صغير من المستوطنات الإسرائيلية، وكان المقاومون يسمون الفدائيين، لأنها كانت تنتهي في الغالب بوفاة المقاتل الفلسطيني، الذي يُعد شهيدًا، كانت فكرة الفدائي تحمل تفاؤلًا كبيرًا، إذ تعطي الفلسطينيين شعورًا بأن الانتصار على عدو قوي ليس صعبًا، وأن تحرير فلسطين أمر محتوم.

لم يكن هدف المقاومة الفلسطينية مجرد هزيمة إسرائيل، بل كان هدفها الكشف عن وجود شعب يعيش على هذه الأرض، هو الشعب الفلسطيني، إذ كان العالم خلال الخمسينيات والستينيات والسبعينيات جاهلًا بوجود الشعب الفلسطيني، ومن ثم كان الفلسطينيون يعملون على إثبات وجودهم، كأن طفلًا يُجبر على ولادة نفسه، فاختطفت المقاومة الفلسطينية طائرات دولية، إذ إن اختطاف طائرة يجعل العالم يتحدث أكثر من قتل مئات اليهود في المعارك.
بعد هزيمة المقاومة الفلسطينية في لبنان عام 1982م، وسقوط جدار برلين، وانتهاء الحرب الباردة، ظهر تياران جديدان على الأرض، التيار الأول: ظهور جيل جديد من الفلسطينيين أحس بعدم جدوى المقاومة من الخارج، ومن ثم نقلت المقاومة مركزها الجغرافي من الدول العربية إلى داخل الأراضي المحتلة للمرة الأولى بعد عام 1948م. التيار الثاني: أدت هزيمة منظمة التحرير الفلسطينية -حركة المقاومة العلمانية الاشتراكية- إلى ظهور المقاومة الإسلامية وعلى رأسها “حركة المقاومة الإسلامية – حماس”، و”حركة الجهاد الإسلامي”، لم يكن صعود الحركات السياسية الإسلامية ظاهرة خاصة بفلسطين وحدها، بل كانت ظاهرة عامة في المنطقة العربية بعد هزيمة جمال عبد الناصر عام 1967م التي مثلت نهاية العلمانية القومية العربية، وانتقلت المقاومة بعد ذلك من مفهوم “الفدائي العلماني” الذي يضحي بنفسه ويوحد جسده بالأرض، إلى مفهوم “الشهيد” الذي يُقتل في إطار بُعد ديني محدد، فصار الفلسطينيون يُستشهدون من جراء مقاومة الاحتلال بأفعال لا تكاد تكون مؤذية مثل رمي الحجارة على الدبابات، ومن ثم تفوقت فكرة الشهيد على فكرة الفدائي أو البطل القومي.
الفكرة من كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
بدأ انتشار الإنترنت العربي على نطاق واسع مع اندلاع ثورات الربيع العربي، واستخدامه أداةً للتغيير الديمقراطي في المنطقة، ولم تكن المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني بعيدةً عن استخدام الإنترنت، إذ بدأ أول هجوم إلكتروني على الكيان الصهيوني في يناير عام 2012م على يد هكر سعودي اسمه (oxOmar)، الذي هاجم موقع تل أبيب للأوراق المالية وخطوط العال الجوية الإسرائيلية، وتمكن من إبطاء عمل البورصة الإسرائيلية، ونشر أكثر من 400 ألف رقم لبطاقات ائتمان إسرائيلية، وناشد عمر جميع الهكر المسلمين للانضمام إلى معركة الإنترنت ضد الاحتلال الإسرائيلي
وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي. وأيدت “حماس” هذا الهجوم، ورأت فيه ساحة جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، ومن ثم دعت إلى “الجهاد الإلكتروني”، وردت إسرائيل بعد فترة وجيزة، إذ أغلق الهكر الإسرائيليون موقع السوق المالية السعودي، وأبو ظبي للأوراق المالية، وخلال هذا الكتاب يستعرض المؤلف وسائل المقاومة الفلسطينية الجديدة المستخدمة في العصر الرقمي.
مؤلف كتاب الجهاد الرقمي: المقاومة الفلسطينية في العصر الرقمي
إيريك سكاريه: ناشط ومحرر في موقع “إنفوفاضة” الإلكتروني المناصر للقضية الفلسطينية. من مؤلفاته:
عن فلسطين: دليل سفر سياسي.
معلومات عن المترجم:
منصور العمري: مترجم وصحفي وناشط حقوقي سوري، حاصل على البكالوريوس في اللغة الإنجليزية وآدابها من جامعة لندن، يعمل مترجمًا في “هيومن رايتس ووتش”، حاصل على جائزة PEC وجائزة هيلمان هاميت للكُتاب. من ترجماته:
العميل السري.
اليوم نرمي القنابل وغدًا نبني الجسور.
اعترافات إرهابي.