العقوبات الدولية على إيران

العقوبات الدولية على إيران
نجحت إيران عام ٢٠٠٢م في إطلاق مشروع تخصيب اليورانيوم، فأصدر مجلس الأمن، بين عامي ٢٠٠٦م و٢٠١٠م، عقوباتٍ دوليةً على إيران، تضمنت منع تزويد إيران بالمواد التقنية الخاصة بالمجال النووي والبالستي، وتجميد أصول الأفراد والكيانات المشتركة في هذه البرامج، كما فرضت قيودًا على سفر الإيرانيين، وأخرى على بيع السلاح لإيران، وشددت على تفتيش الحمولات والناقلات الإيرانية. كذلك منعت الاستثمار في مجالات البتروكيماويات الإيرانية، وحظرت البنوك الإيرانية التي يُشتبه في اشتراكها بالبرنامج النووي، واتسع الحظر ليشمل حظر ١٥ شركة تابعة للحرس الثوري، وفي عام ٢٠١١م فرضت أمريكا عقوبات على الشركات التي تمول إيران بمنتجات بترولية متطورة، تزيد قيمتها على ٥ مليون دولار في السنة.

وعلى الرغم من التأثير السلبي لتلك العقوبات في الاقتصاد الإيراني، فقد اعتمدت إيران سياسة اقتصادية لمواجهتها، تضمنت رفع قيمة الإنتاج المحلي، لتعويض نقص السلع المستوردة، مما ساعد على زيادة الطلب على المنتجات المحلية، وتوفير فرص عمل قلصت البطالة، كذلك قدمت الحكومة تسهيلات استثمارية لمواطنيها، لمواجهة منع الاستثمارات في مجال النفط الإيراني، كما تمكنت من الخروج من عزلتها، عبر تصدير منتجاتها إلى دول بحر قزوين وروسيا والصين، فنجحت في جمع احتياطي نقدي، لمرحلة ما بعد الحصار بلغ ٥٠٠ مليار دولار.
وعلى غير المتوقَّع تضررت الدول الأوربية من تلك العقوبات، فقد كانت إيران مصدرًا غنيًّا للموارد الأولية التي تحتاج إليها الصناعات الأوربية، مما أدى إلى ارتفاع أسعارها في ظل أزمة الديون الأوربية، ومن ثم أصبحت تلك العقوبات غير مجدية سياسيًّا واقتصاديًّا، واضطرت الدول الغربية إلى قبول الواقع، ومع نهاية عام ٢٠١٣م وقعت إيران مع دول 5+1 اتفاقية جنيف النووية، وبموجبه اعترفت الدول الغربية بحق إيران في تخصيب اليورانيوم، بشرط تقليص برنامجها النووي، واتخاذ التدابير اللازمة لطمأنة وكالة الطاقة الذرية.
الفكرة من كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
يتناول الكتاب دراسة تاريخ إيران، منذ قيام الإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد، حتى تحولها إلى قوة إقليمية في العصر الحالي، ويسلط الضوء على الأحداث الهامة في التاريخ الإيراني، كأزمة مُصدِّق عام ١٩٤٦م، والثورة الإسلامية، وإيران في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش قضية العقوبات الأمريكية على إيران، بعد إطلاق برنامجها النووي، ويتطرق إلى علاقاتها الدولية مع أمريكا وروسيا والصين، وتحالفاتها مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وتأثير ذلك في صعودها قوةً إقليمية كبرى.
مؤلف كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
د. جَمَال وَاكِيم: باحث ومحلل سياسي لبناني، حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، يدرس التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانيّة، وعمل مراسلًا في تلفزيون دبي، من أهم مؤلفاته:
صراع القوى الكبرى على سوريا.
سورية ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
جريمة ولا عقاب: الحرب الأهلية اللبنانية وترميم النظام الطائفي.
د. فُؤَاد خَشِيش: صحفي وباحث لبناني في العلاقات الدولية والشؤون الروسية، حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية.