الإمبراطورية الفارسية

الإمبراطورية الفارسية
كانت حدود الهضبة الإيرانية قديمًا تمتد لأبعد من حدود إيران المعاصرة، فقد شمل نطاقها الجيوسياسي أفغانستان وأجزاء من آسيا الوسطى شرقًا، وامتدت غربًا إلى مرتفعات جبال زاغروس، لتتصل شمالًا بجبال طوروس، متضمنة شرق الأناضول، مما جعلها حلقة الوصل بين طرق التجارة البرية، الآتية من الهند والصين نحو شرق المتوسط، وعلى إثر ذلك قامت الإمبراطورية الفارسية.

تمكن الفارسيون في القرن السادس ق.م من توسيع مملكتهم، لتشمل بلاد ما وراء النهرين والأناضول والشام ومصر، كما وحدوا طرق التجارة الدولية البرية والبحرية، واستمرت هيمنتهم على العالم القديم حتى القرن الرابع ق.م، ثم أخذت في الانحدار بسبب الصراعات الداخلية على الحكم، فاستقلت مقدونيا وبسطت سيطرتها على اليونان، في عهد فيليب المقدوني والد الإسكندر الأكبر، الذي تمكن من غزو الإمبراطورية الفارسية، والإطاحة بالدولة الأخمينية، وفي عام ١٧١ ق.م احتل البارثيون بلاد ما بين النهرين، وعجز الرومان عن استردادها لعقودٍ طويلة، حتى جاءت نهايتهم على يد الفارسيين عام ٢٢٤م، فاستعادوا مملكتهم، وأسسوا الأسرة الساسانية، التي دامت حتى فتح العرب بلاد فارس في القرن السابع الميلادي.
وقد ظلت بلاد فارس مُهمَّشة طوال حكم الأمويين، بسبب اعتمادهم على التجارة عبر اليمن والحجاز ودمشق، فانتقل مركز الثقل إلى بلاد الشام ومصر، لكنها عادت للازدهار مجددًا في العصر العباسي، لكونها موطن تمركز العباسيين المعارضين للحكم الأموي، ثم استعادت إيران دورها الجيوسياسي، جسرًا للوصول إلى شرق المتوسط في عهد السلاجقة، وفي ظل سيطرة المغول على إيران، أصبحت تمثل حلقة الوصل بين الصين ومملكة أرمينيا الصغرى.
الفكرة من كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
يتناول الكتاب دراسة تاريخ إيران، منذ قيام الإمبراطورية الفارسية قبل الميلاد، حتى تحولها إلى قوة إقليمية في العصر الحالي، ويسلط الضوء على الأحداث الهامة في التاريخ الإيراني، كأزمة مُصدِّق عام ١٩٤٦م، والثورة الإسلامية، وإيران في ظل نظام الحكم الإسلامي، كما يناقش قضية العقوبات الأمريكية على إيران، بعد إطلاق برنامجها النووي، ويتطرق إلى علاقاتها الدولية مع أمريكا وروسيا والصين، وتحالفاتها مع المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وتأثير ذلك في صعودها قوةً إقليمية كبرى.
مؤلف كتاب إيران: دراسة تاريخية وجيوسياسية
د. جَمَال وَاكِيم: باحث ومحلل سياسي لبناني، حاصل على دكتوراه في العلاقات الدولية، يدرس التاريخ والعلاقات الدوليّة في الجامعة اللبنانيّة، وعمل مراسلًا في تلفزيون دبي، من أهم مؤلفاته:
صراع القوى الكبرى على سوريا.
سورية ومفاوضات السلام في الشرق الأوسط.
جريمة ولا عقاب: الحرب الأهلية اللبنانية وترميم النظام الطائفي.
د. فُؤَاد خَشِيش: صحفي وباحث لبناني في العلاقات الدولية والشؤون الروسية، حاصل على الدكتوراه في العلاقات الدولية.