التخلص من الألم.. حياة جديدة

التخلص من الألم.. حياة جديدة
لن يختفي الألم ولن ينتهي الحزن، ولا نملك القدرة على إنهائهما، فهما ضرورة من ضرورات الحياة، ولكننا نستطيع أن نتحكم في المعاناة التي تنتج عنهما، ونحاول أن نخفف منها قدر الإمكان، ولهذا علينا أن نحدد أولًا صورها. وواحدة من الطرائق التي تمكنك من معرفة ذلك هي أن تراقب نفسك وتلاحظ كيف تتأثر بما تفعله، فقد تجد أن بعض الأنشطة أو العادات تزيد من معاناتك، بينما تجد أن بعضها الآخر يخفف منها، لذا ننصحك بأن تسجل في دفتر ما تفعله خلال اليوم لمدة أسبوع واحد، سجل متى تنام ومتى تستيقظ، وماذا تأكل ومتى، وماذا تشعر ومتى، لا تحتاج إلى أن تكتب تفاصيل كثيرة، فقط ملاحظات بسيطة تساعدك على معرفة نمط حياتك، ثم بعد انتهاء الأسبوع، انظر إلى ما سجلته، وحاول أن تجد الأنماط التي تربط بين ما تفعله وما تشعر به، وبناءً على ذلك اكتب قائمتين: قائمة بالأشياء التي تجعلك تشعر بتحسن، وقائمة بالأشياء التي تجعلك تشعر بتدهور، وحاول أن تزيد من الأولى وتقلل من الثانية.

ومن جهة أخرى عليك أن تستمر في التعبير عن ألمك وحزنك، ولا يوجد أفضل من الطرائق الإبداعية في ذلك، فيمكنك أن تكتب في مذكرة أو يوميات، أو أن تستخدم وسائل أخرى للتعبير عن نفسك، كالرسم، أو الطبخ، أي شيء يجعلك تشعر بأنك تستطيع أن تحكي به عن نفسك.
وأخيرًا.. عليك أن تحافظ على اتصالك بالناس الذين يهتمون بك ويدعمونك، وأن تطلب منهم المساعدة عندما تحتاج إليها، فالعزلة والانسحاب من الحياة الاجتماعية لن يساعداك على التغلب على الحزن والألم، بل سيزيدان منهما، ويمكنك أيضًا أن تنضم إلى مجموعات داعمة تضم أشخاصًا يمرون بظروفك نفسها، وتستفيد من تجاربهم ونصائحهم، وهذا من شأنه أن يشعرك بأنك مفهوم ومقبول، وأنك لست وحيدًا في ما تمر به.
الفكرة من كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
في الأيام الأولى التي تلي فقدان شخص عزيز عليك، أو الإصابة بإعاقة جسدية أو مرض مزمن، تبدو الحياة من حولك غريبة، كأنك في عالم آخر، لا تجد أي معنًى أو هدف لوجودك بعد الآن، كل ما تراه وتسمعه يذكرك بما فقدت، وبالأحلام والآمال التي انتهت معه، ولا تجد أي تعزية بأي شكل من الأشكال، لا في كلمات من حولك أو حتى كتابات المتخصصين.
لهذا تمد لنا ميجان يد العون، ترشدنا في هذه الفترة بعد أن مرت هي الأخرى بتجربة مماثلة شاهدت فيها شريكها يموت غرقًا، وقضت أعوامًا من الألم والحزن والغضب والوحدة، تكتب لنا عما رَغِبَتْ أن تجده حينها، تكتب لنا عن الحقيقة، حقيقة الفقد، وحقيقة التجاوز، وتقدم لنا التعزية، تحاول ميجان هنا أن تخفف بعضًا من معاناتنا ووحدتنا، وتساعدنا على فهم ما نمر به سيكولوجيًّا، كما تقدم تشريحًا وافيًا لنظرة المجتمع إلى الفقد وكيفية التعامل معه، وتقدم أيضًا نصائح إلى الأهل والأصدقاء الذين يريدون مساندة من يعانون الفقد.
مؤلف كتاب لا بأس إن لم تكن بخير: مواجهة الحزن والفقد في ثقافة لا تفهم
ميجان ديڤاين: معالجة نفسية وكاتبة تهتم بمساعدة الناس على التعامل مع التحديات الحياتية في تجربة الفقد والحزن، لذا أنشأت موقعًا إلكترونيًّا يسمى “Refuge in grief”، حيث توفر الملاذ والدعم اللازم للأفراد الذين يمرون بتجربة الفقد، كما تقدم بودكاست بعنوان “It’s Ok That You’re Not Ok With Megan Devine”، تشارك فيه الحديث مع ضيوفها حول تجربة الفقد والألم والحياة، وقد ألَّفت كتابًا آخر حول الموضوع نفسه، وهو:
How to Carry What Can’t Be Fixed: A Journal for Grief
ملحوظة: لا توجد ترجمة عربية لهذا الكتاب.