استدراج السيكوباتي لضحاياه

استدراج السيكوباتي لضحاياه
توجد ثلاث طرق منتشرة لمعرفة شخصية الإنسان، وجميعها تتعلق بفهم تلاعب السيكوباتي، لأن كثيرًا من المعتلين نفسيًّا يدرسون الطبيعة البشرية بفطنة ولا يتوانون في استخدام ما بحوزتهم من معلومات، أولًا: “الشخصية الداخلية أو الخاصة”: تتمثل في كل شيء نشعر به داخل أنفسنا، من أفكار وقيم وغير ذلك. ثانيًا: “الشخصية المتوقعة أو العامة”: هي الأنا التى نريد أن يراها الآخرون، والنفس التى نعرضها لهم. ثالثًا: “الشخصية المنسوبة أو السمعة”: هي التي تتكون لدى الآخرين من خلال ما نقوله ونفعله.

كما يوجد شيء هام في جدول أعمال السيكوباتي في أثناء مرحلة التقييم، هو تحديد فائدة المرء أو قيمته، وما يتبعه من تفكير في آليات الشخصية الداخلية له، ومع تقدم تلك العملية يركز السيكوباتي على بناء علاقات قوية وشخصية تكون أساسًا للتلاعبات في ما بعد، كما يجري تقييمًا للشخصية المظهرية للمرء بحرص، ويبني علاقة شخصية معه من خلال الكلمات أو الأفعال، التي تتمثل في أربع رسائل هامة، “الرسالة الأولى”: يحب السيكوباتى اكتشاف مكامن قوتك والمواهب التي تمتلكها، فيمدحك، لأن تعزيز الشخصية الخارجية لأي شخص يعد وسيلة تأثير بسيطة وقوية في الوقت نفسه. “الرسالة الثانية”: تكون من المعتل نفسيًّا، وتتمثل في مشاركة القيم والمعتقدات نفسها، فذلك أمر منتشر، ومن ثم يكون جذابًا كونه محل ثقة.
“الرسالة الثالثة”: أن السيكوباتي يُشعرك أن أسرارك في أمان، وهو على أتم الاستعداد لأن يلبي لك هذا الشعور. “الرسالة الرابعة”: يظهر السيكوباتي في صورة الصديق المحب وشريك الحياة، ومع ذلك هناك أسس تشكلت من عملية تلاعبه بالآخرين تتمثل في: أولًا: أن الشخصية المظهرية للسيكوباتي التي يرتبط بها الآخرون ليست موجودة وتُبنى على الكذب للوقوع في الفخ. ثانيًا: هذه العلاقات ليست مبنية على الاختيار، لأن السيكوباتي يختار الشخص ثم يمضي قدمًا. ثالثًا: علاقات السيكوباتي المزيفة لا تبقى لمدة طويلة مثلما هي العلاقات القوية. رابعًا: أن العلاقة التي تنشأ تكون من جانب واحد، لأن السيكوباتي شرير وأناني، يستغل الضحية، وهو ما يؤدي إلى أذى مادي أو عاطفي، على عكس العلاقة الحقيقية المبنية على الاحترام والثقة المتبادلة بين الطرفين.
ومن هذا المنطلق ينجح السيكوباتي في الشركات، إذ إنه من النادر وجود البيروقراطيات التى تعمل بالقواعد المنصوص عليها، فالهياكل المؤسساتية والعمليات والثقافة تنمو وتتقدم لتصل إلى أفضل صورها، ومن ثم تكون غير واضحة ومتغيرة دائمًا، وهذا التغير الدائم يسبب ضغطًا كبيرًا لكثير من الموظفين والمديرين، لكن في الوقت نفسه يفتح الطريق للمعتلين نفسيًّا.
الفكرة من كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
يوجد عديد من الأشخاص في عالم الأعمال تسيطر عليهم متعة السلطة على الجانب الأخلاقي، ومن بين هؤلاء الأشخاص توجد فئة أكثر تدميرًا للشركات والمؤسسات بسبب سلوكياتها وتصرفاتها المدفوعة بالجشع والأنانية، مصابة بالاعتلال النفسي “السيكوباتية“، ما يجعلهم يسببون أذى كبيرًا في مجال العلاقات المهنية، ويركز الكتاب على هذه الفئة ويستعرض سماتها ودوافعها وطرق التعامل مع ما تسببه من أذى.
مؤلف كتاب ثعابين في بذلات العمل.. عندما يذهب السيكوباتيون إلى العمل
باول بابيلك: عالم نفس صناعي وتنظيمي أمريكي.
روبرت هير: أستاذ علم النفس الفخري في جامعة كولومبيا البريطانية، كرس حياته لدراسة الاعتلال النفسي وطبيعته، له أكثر من مئة مقالة علمية عن السيكوباتية. من مؤلفاته:
Without Conscience
معلومات عن المترجم:
عمر فايد: مترجم مصري، عمل في مهنة الترجمة الحرة لأكثر من 9 سنوات. من ترجماته:
رغد العيش.
مت فارغًا.
خرافة النباتية.
اغتصاب العقل.
التعافي من اعتداء مستتر