الوضع الكارثيّ

الوضع الكارثيّ
يبعد مستشفى الشفاء عن الساحل بقدرِ ثلاث بنايات، وفي هجوم عامي 2008 و2009 كان الوضع صعبًا من جميع النواحي، إذ كان هناك نقص في الوقود والطاقة الكهربائية وكذلك المياه والمواد الغذائية، وكان الناس في غاية التعب حقًّا، وما إن وصل الطبيبان إلى مبنى المشفى، ازدادت رغبة الصحفيين في إجراء المقابلات معهما ومحاورتهما، وقد حاول الطبيبان بالفعل تلبية ذلك. وها هو يوم رأس السنة، ولكنّه هذه المرة يختلف تمامًا، فالطائرات تحوم فوقهما، ويبدو أن هناك مفرقعات نارية أيضًا، ولكنها من نوع آخر هذا العام، فالقصف في غزّة لا توقفه ليلة رأس السنة، ولا توقفه دموع الصغار وأنينهم، ولا حرقة قلوب الأمّهات، إنه يستمر شنيعًا عنيفًا بِلا إنسانيّة تحت أي ظرف.

ومع هذا فإن المعدات الطبيّة اللازمة لعلاج المتضررين من هذا القصف لا تصل إلى غزّة أيضًا، مما يجعل الأطبّاء في حالة ركض مستمر ما بين غرف العمليات والطوارئ. ولم تكن مهمة مادس وإيريك هي الطبّ فقط، بل كان عليهما أن يكونا مبلِّغَين في وسائل الإعلام عن تلك الصورة الوحشية التي شاهداها، فالاحتلال كان يقصف البيوت فوق رؤوس سكانها، لذا فإن عائلات كاملة كانت تلقى مصرعها.
ففي تلك الأيام أصيبت عائلة كاملة بعد قصفها، وهي عائلة “السموني” التي سكنت حي الزيتون، وأبت ألا تفارق الذاكرة، إذ انتشل الشاب الصغير “فرج سموني” أخته “أمل” ذات التسع سنوات من تحت الركام، بعد أن قضت أربعة أيام تحت ركام منزل العائلة، وقُتِلَ عشرات الأشخاص من تلك العائلة، ناهيك بأن إسرائيل قد منعت الهلال الأحمر والصليب الأحمر من الوصول إليهم! رغم هذا فإن أهل غزّة جميعهم أبطال، نعم.. هكذا قال الطبيبان مادس وإيريك، فقد شاهدا صمود زملائهم الفلسطينيين وشجاعتهم التي لا تُصدَّق، على الرغم من انعدام إنسانيّة الاحتلال.
الفكرة من كتاب عيون في غزة
في شتاء عامي 2008 و2009 شن الاحتلال هجومًا عنيفًا على قطاع غزة، وقد عايش الطبيب مادس برفقة صديقه إيريك هذا الحدث الكارثيّ، وكانَا شاهدي عيان من خلال عملهما أطباء في مستشفى الشفاء، الذي جعلهما جزءًا من تلك المعاناة.
مؤلف كتاب عيون في غزة
مادس جيلبرت: هو مادس فريدريك جيلبرت، طبيب نرويجي متخصص في التخدير، من مواليد 2 يونيو 1947، وهو ناشطٌ في العمل التضامني، لذا فهو يتمتع بخبرات دولية واسعة النطاق، وخصوصًا في المواقع التي تجتمع فيها الأزمات السياسية والطبية الإنسانية، فقد عمل بصفة طبيب خلال فترات عديدة في فلسطين ولبنان. ومن مؤلفاته:
Night in Gaza
إيريك فوسا: خبير طبّي وجراح نرويجي الجنسيّة، وهو صديق لمادس جيلبرت ورافقه للعمل خلال فترات الحروب أيضًا.
معلومات عن المُترجِمَة:
زكية خيرهم الشنقيطي: أديبة مغربية نرويجية، تقيم في النرويج منذ عام 1990، حاصلة على ماجستير الأدب الإنجليزي، شغلت منصب نائبة رئيسة المنتدى العربي بأوسلو عـام 1997، وتنشط حاليًّا في المنتدى الثقافي المغربي النرويجي منذ عام 2008، وهي عضوة في نقابات الكتاب في النرويج وعضوة في اتحاد كتاب المغرب.
من مؤلّفاتها:
نهاية سري الخطير.