الأنماط والسلوك
الأنماط والسلوك
العالم من حولنا مليء بالتناقضات والتنوع في كل شيء، وليس في الأمر مأزق بل إن التنوع رحمة من الله عز وجل حتى تكون الحياة تكاملية بين البشر وبعضهم، فمن وجهة نظر التكريتي “إن كل إنسان يُدرك العالم من حوله بطريقته الخاصة فيضع له خارطة في ذهنه، ويرسم له حدودًا تختلف عن الحدود التي يرسمها غيره”، وهذا العالم الخاص بكل إنسان محدود ومختصر لأن العالم أكبر من وجهة نظر خاصة بشخصٍ ما، ولأننا نختلف في نظرتنا إلى الأمور، لذا اكتشف العلماء أن البشر لديهم سلوكيات تبعًا لأنماطهم المختلفة، وتنوعت تلك الأنماط إلى التالي: النمط البصري، وسمات هذا النمط أنه سريع في اتخاذ القرارات، ويتأقلم بسرعة مع المتغيرات السريعة، ومتسرع في الرد على الآخرين، وقائد مميز، وله رؤية بعيدة المدى لكن غير واقعية وغير منطقية، وسريع الكلام، وكثير المقاطعة، ويرى ما لا يراه الآخرون لأنه سريع التوقع والتخيل، ويحب رؤية الصورة كاملة، كما أنه يستخدم كلمات ذات نمط بصري مثل: من وجهة نظري، وتصوري للموضوع هو، فهو يتأثر بالصور والرسومات، وثانيًا النمط السمعي، وسماته أنه يعتمد على السمع، فيحلل ما سمعه ثم يتكلم، كما أنه مفكر ومنطقي، ولديه اتزان في قراراته وحكمة وتنظيم، ولا يتكلم إلا بما يقصد، ويستخدم المفكرات والمنظمات، وكلامه بطيء، ويميل إلى الفلسفة والمنطق، يتذكر ما يسمعه أكثر مما يراه، ويستخدم عبارات سمعية مثل: أنا أقول، ويجب أن نناقش الموضوع بهدوء، وهو لا يتحمل الضجيج والهراء.
وأخيرًا النمط الحسي ويعتمد صاحبه على المشاعر والأحاسيس، ومن سماته أنه: لا يتخذ قرارًا إلا بالتفاعل معه لذا هو بطيء، ويحول الخطط والأفكار إلى واقع ملموس، وقصير النظر إلى الأحداث لأنه لا يرى إلا الأهداف القريبة، ولغته شعورية، ويحاول لمسك، وعاطفي، ويحب الصمت، ويتكلم بهدوء، ويستخدم كلمات وعبارات حسية مثل: جرحت شعوري، وكلماتك تفرحني حقًّا، هذه الأنماط الثلاثة لكل إنسان نصيب منها، لكن هناك نمطًا واحدًا منها يغلب على سلوكه، ومن هنا يأتي الاختلاف بين البشر، وأيضًا يأتي التفاهم لو فهم كلٌّ منهم نمط الآخر.
الفكرة من كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
وراء كل سلوك إنساني دافع ما، لذا لو أردت ضبط سلوكك فاضبط دوافعك، إذ تتوقف إرادة الإنسان على دوافعه، فحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب وراءها دافع معنوي، وتحسين سلوكك يأتي من توجيه دوافعك كي تخدم أهدافك بوسائل أخلاقية نبيلة، وكل ذلك يحتاج إلى جهاد نفسي عظيم من الإنسان كي يغلب هواه ويفعل الخير للناس أجمعين، لذا يأخذنا الكاتب في رحلة للتعرف على بواعث السلوك الإنساني وأثرها، وكيفية ضبطها بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والدينية.
مؤلف كتاب كيف تضبط سلوكك؟ رحلة للتعرف على بواعث السلوك النفسي
ناصر صابر عبد الرحمن: كاتب ومؤلف