السلوك الإنساني

يصف الإنسان تصرفاته من خلال انفعالاته الداخلية، لكنه حين يصف ما بدرَ من الآخر فلا يستطيع إلا وصف سلوكه، وهذا يضع الإنسان في مأزق لأنه يجعل من انفعاله ومشاعره المُتحكم الرئيس في ما يخرج منه من سلوك، لكنه لو توقف قليلًا كي يتعرف على ما بداخله، سيوقف كثيرًا من تصرفاته السريعة التي تسبب له مشكلات في كثير من الأحيان، لذا يجب التعرف بدايةً على ماهية السلوك، والسلوك لغةً كما ذُكر في القاموس المحيط جاء من الفعل سَلكَ أي اتخذ طريقًا، واصطلاحًا كما جاء في قاموس علم النفس يُعرّف بأنه كل ما يصدر عن الشخص من ظواهر كالكلام وبواطن كالتفكير والشعور بالانفعال، كما أنه مكون أساسي ظاهري في شخصية الإنسان لمن حوله، وينقسم إلى سلوك إيجابي وسلبي، ويُعرّف الدكتور هلمستتر السلوك بأنه “ما نفعله، أو ما لا نفعله أو بمعنى آخر هو كيف نتصرف؟ أو كيف لا نتصرف؟”، وهناك فرق بين السلوك والشعور، فالشعور هو الحالة النفسية للشخص أما السلوك فهو التصرف التابع له.

 الحل: 📚📚📚 مكتبة ضخمة جدا 

من الكتب المبسطة والمضغوطة على هاتفك مع تطبيق أخضر

تطبيق أخضر يوفر لك آلاف ملخصات الكتب العربية والعالمية بطريقة مقروءة ومسموعة في أكثر من ١٦ قسم في كافة مجالات الحياة 

حمله الآن 😎

جوجل بلاي -- أبل ستور

وكل سلوك خلفه باعث ما أي دافع، والدوافع هي حالة داخلية مُنشطة ومُحركة للشخص سواء جسديًّا أم نفسيًّا، وتدفعه نحو سلوك ما تبعًا للظروف وتوجهه لكي يشبع حاجة ما عنده، وهي أكثر شيء يجعل الإنسان يتعرف على ذاته، لأن الدافع هو المكنون الداخلي للإنسان الذي يعبر عما يحمله وما يهدف إلى تحقيقه في الحياة، كما أنها تجعله يفهم ما وراء تصرف الشخص تجاهه، وتعديل سلوكه الخاطئ بما فيه الخير لنفسه ولمن حوله، وكل دافع وراءه حاجة ما يريد الإنسان إشباعها، وقَسم ماسلو حاجات الإنسان إلى خمسة مستويات وهي، المستوى الأول: الحاجة الفسيولوجية وهي مادية فطرية تحافظ على حياة الإنسان، مثل الطعام والشراب والنوم، والثاني: الحاجة إلى الأمن والأمان مثل السكن والوظيفة والاعتقاد، والثالث: الحاجة إلى الحب والانتماء أي القبول الاجتماعي، والرابع: الحاجة إلى الاحترام والتقدير، والخامس: الحاجة إلى تحقيق الذات وإثبات النفس.

وراء كل سلوك إنساني دافع ما، لذا لو أردت ضبط سلوكك فاضبط دوافعك، إذ تتوقف إرادة الإنسان على دوافعه، فحاجة الإنسان إلى الطعام والشراب وراءها دافع معنوي، وتحسين سلوكك يأتي من توجيه دوافعك كي تخدم أهدافك بوسائل أخلاقية نبيلة، وكل ذلك يحتاج إلى جهاد نفسي عظيم من الإنسان كي يغلب هواه ويفعل الخير للناس أجمعين، لذا يأخذنا الكاتب في رحلة للتعرف على بواعث السلوك الإنساني وأثرها، وكيفية ضبطها بما يتوافق مع المعايير الأخلاقية والدينية.

ناصر صابر عبد الرحمن: كاتب ومؤلف