تحليل هيجل لعلاقة العبد والسيد
تحليل هيجل لعلاقة العبد والسيد
يحلل الفيلسوف الألماني هيجل العلاقة بين العبد وسيده، مستنبطًا أسسها، وهي تدفع العبد إلى إعادة إنتاج رابطة الاستعباد الذاتي في علاقة يحكمها السيد، ويمتلك جسد العبد كأداة مادية ليس لها أية خصوصية بشرية، تبلغ غاية طموح العبد في جسده أن يحفظ روحه فقط، ومن ثم فكل ما ينتجه هذا الجسد تؤول ملكيته إلى السيد، لأنه المالك الأصلي للجسد، ولهذا نجد العبد يزرع ويصنع ويعتني بالقصر، مقدمًا كل شيء إلى السيد، حتى رغباته لا يعرفها، فرغبته في العمل ليست نابعة منه، بل تنفيذًا لما يريده سيده.
لنستنتج أن العبودية تؤدي إلى تكوين الوعي الشقي للعبد، المكون من سيادة خارجية مفروضة عليه بالقوة إلى جانب عبوديته الداخلية، وكلاهما يرسخان الخضوع الذاتي للعبد، مؤسسين معايير إلزامية توجه السلوكيات والأفكار بناءً على الخوف لا الأخلاق، وعندما يدرك العبد تناقضاته الداخلية، يزيد من ألمه بتحمله الذنب والتوبيخ من ضميره المشَكَّل تحت ظل علاقة تبعية، ليندفع في طريقين لا ثالث لهما، إما التضحية بالذات في سبيل علاقة الإخضاع، وإما الانهماك في شؤون الذات الداخلية.
أما رغبات العبد، فتُنَحى من مركز الإشباع -وهو مكانها الطبيعي- ليحتل مكانها الحظر أو الإدانة أو القمع، تلك الطرق هي التي تثير الغرائز، بمعنى أن الحرمان من فعل مثير للغريزة، يصبح عند درجة معينة مثيرًا للغريزة، فالجسد يعدل من استجاباته باستمرار للتكيف مع بيئته بأقل الآلام الممكنة، في ظل قابليته النفسية للقمع والإخضاع.
الفكرة من كتاب الحياة النفسية للسلطة.. نظريات في الإخضاع
غالبًا لم ينشغل أحد بالمجالات السياسية والاجتماعية والفكرية دون أن يحتكّ بمفهوم السلطة، فعلاقتها بالأفراد وتأثيراتها فيهم لا يمكن تجاهلها، بل قد يرجع إليها النصيب الأكبر في طريقة رؤية الأفراد لأنفسهم وللعالم، وكيفية تصرفهم.
وبين أيدينا أحد هذه الكتب، يجمع في تحليله بين تجليات فرويد ونيتشه وفوكو، غير أنه يمتاز من غيره بنظرته الفريدة إلى السلطة، فهو لا يحصرها في شكل محدد، ولا يتركها خارج الفرد، بل يثبت تمددها وتغلغلها في داخله، وإعادة تشكيل ذاته، فكيف يحدث ذلك؟ ولماذا نقبل تعرضنا للإخضاع من قبل السلطة؟ وما أشكالها؟ وهل يمكن لنا أن نقاومها أم إنها معركة محكوم عليها بالفشل؟
مؤلف كتاب الحياة النفسية للسلطة.. نظريات في الإخضاع
جوديث بَتلر: فيلسوفة ومُنظّرة اجتماعية أمريكية، ولدت في عام 1956م، وحصلت على درجة الدكتوراه في فلسفة الأخلاق من جامعة ييل في عام 1984م، وتدرجت لاحقًا في التدريس في عدد من الجامعات في الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة المتحدة، واكتسبت سمعة كبيرة بفضل أفكارها النظرية المبتكرة.
وتعد من الشخصيات الأكثر تأثيرًا في المدرسة النظرية الفلسفية المعروفة باسم “المادية الثقافية”، التي تركز على العلاقات الاجتماعية والثقافية ودورها في صناعة الهوية والسلطة. كما نشرت بَتلر عديدًا من الكتب المؤثرة في مجال الفلسفة والنظريات الاجتماعية، من أهمها:
قوة اللا عنف.
الذات تصف نفسها.
مفترق الطرق.. اليهودية ونقد الصهيونية.
قلق الجندر.. النسوية وتخريب الهوية.
معلومات عن المترجمة:
نور حريري: باحثة ومترجمة سورية، تركز في عملها على الفلسفة بصورة خاصة، وتؤمن بأهمية حضور الفلسفة في مجالات غير أكاديمية مثل الصحافة والإعلام، حصلت على بكالوريوس في الفلسفة والدراسات الأمريكية، وماجستير في الفلسفة من جامعة جوته في ألمانيا.
سُبل النعيم.
قوة اللا عنف.
مفترق الطرق.. اليهودية ونقد الصهيونية.