الخوف من التغيير
الخوف من التغيير
الخوف من التغيير أمر شائع جدًّا، وهذا لأن التغيير أمر صعب على الناس كلها، لكن المشكلة تحدث عندما نشعر بهذا الخوف في أبسط مراحل التغيير، كالخوف من إنهاء علاقة مرهقة لأن الشخص يخاف أن يبقى عازبًا ولا يريد أن يبدأ علاقة من جديد، أو الاستمرار في عمل ممل لا يحبه لأنه لا يعرف كيف يبدأ مهنة أخرى. غالبًا ما يرتبط الخوف من التغيير بنظرة سلبية إلى العالم وبالميل إلى القلق، فالأطفال الذين تربّوا في منازل سلبية حيث يشتكي آباؤهم دائمًا صعوبة الحياة، غالبًا ما يظهرون خوفًا من التغيير عندما يكبرون، لأنهم تعرضوا لفكرة أن الحياة بشكل عام سيئة، لذا يفضلون المسار المألوف لديهم، وطريقة التفكير هذه يمكن أن تسمم حياتهم كلها.
كيف يمكن التغلب على الخوف من التغيير إذًا؟ توجد طرائق كثيرة للخروج من منطقة الراحة الخاصة بك، أولها أن تتخذ الخطوة الأولى، فمن الناحية النظرية كل ما عليك فعله هو اتخاذ الخطوة الأولى، للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية أو للاستيقاظ مبكرًا ومن ثم الاستمرار. يليها أن تضع نفسك في بيئة جديدة، ابدأ بتغييرات صغيرة في مكان تناول غدائك مثلًا أو طريقتك في العمل، لأن الهدف هو أن تضع نفسك في مجالات جديدة وتشعر بالسيطرة، كذلك عليك تجنّب اختيار الخيار الآمن، لأن الخيار المحفوف بالمخاطر هو الذي سيعلمك المزيد ويجعلك ناضجًا.
وحاول أن تعتاد اتخاذ القرارات سريعًا، ولا يُقصد بذلك القرارات المصيرية، بل القرارت البسيطة دون تفكير زائد، وسيساعدك على ذلك وضعُ وجهات النظر الأخرى بعين الاعتبار، لذا أحط نفسك بأشخاص أذكياء يثيرون تفكيرك ويختلفون معك، وتعوّد أن تقول نعم أكثر، حتى لو لم تكن مستعدًّا لقول نعم، نعم للمشاريع الجديدة والتجارب الجديدة، اختر شيئًا لا تعرفه وجربه. وتدريجيًّا افعل الشيء الذي تخافه لقمع الخوف، واصنع تحديات لتحفيز نفسك في المجالات التي تريد تحسينها، كالتدرب على التحدث مع أشخاص غرباء، وجرّب أن تسمح لمن حولك أن يقرروا شيئًا ما نيابة عنك، وخصوصًا إن كانوا أشخاصًا مغامرين ويحبون المخاطرة، وأخيرًا تذكّر أن غدًا يوم جديد، وما لا يقتلك يجعلك أقوى.
الفكرة من كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
هل سبق لك أن استلقيت مستيقظًا عندما كنت طفلًا، خائفًا من الوحوش التي قد تكمن تحت سريرك أو خلف الخزانة؟ أنت لست بمفردك، هذه تجربة عالمية، تتجاوز الحدود من مصر إلى جبال سويسرا. وتتمتع كل ثقافة بمجموعتها الخاصة من الوحوش والعفاريت التي تتغذى على الأطفال الذين يسيئون التصرف.
ومع تقدمنا في السن، خضعت هذه الوحوش إلى تحول عميق. إن الأمر المخيف حقًّا عن مرحلة البلوغ هو أن تلك المخلوقات الخيالية التي اعتقدنا ذات يوم أنها تتجول حولنا قد اختفت، وبدلًا من ذلك، وجدت مكانًا جديدًا للسكن داخل عقولنا، وتظهر في صورة مخاوف شخصية، مثل وحوش الفشل والنجاح والتغيير والمجهول والرفض، وهذا هو موضوعنا اليوم.
مؤلف كتاب الوحش الذي يسكنك يمكن أن يكون لطيفًا: واجه مخاوفك الشخصية وجهًا لوجه
مجموعة مؤلفين: يتكوَّن الكتاب من عدة مقالات لعدد من المؤلفين، تتحدث عن الخوف وأنواعه المختلفة، كل مقال لكاتبٍ مختلف، جمعتها المترجمة إيناس سمير في كتابٍ واحد، وأضافت طابعها الخاص على الكتاب.
معلومات عن المترجمة:
الدكتورة إيناس سمير: مترجمة، وطبيبة أسنان مصرية، تخرجت في كلية طب وجراحة الفم والأسنان عام 2019 بجامعة طنطا، وترجمت عددًا من الأعمال الذائعة الصيت لدار عصير الكتب للترجمة والنشر والتوزيع. ومن ترجماتها:
كُن الشخص الذي يجعلك سعيدًا.
إلى كل الأولاد الذين أحببتهم.
آن في المرتفعات الخضراء.