التغذية لغة تواصل مع الرضيع
التغذية لغة تواصل مع الرضيع
التغذية هي المتطلب الأساسي الأول الذي يحتاج إليه الطفل من الأم لتكوين قاعدة آمنة للحياة، وهي لغة تعبر للرضيع عن الحب والحضور، وتشمل التغذية التفاعل بين الرضيع والأم، واللمس والحمل والتهدئة، وهي ضرورة في الأيام الألف الأولى من حياة الطفل، وهي الفترة التي يحدث فيها أسرع نمو لدماغه. وفي الأشهر الثلاثة الأولى بعد الولادة، تحتاج الأم والطفل إلى إبطاء وتيرة الحياة، وفي تلك الفترة يزيد التقاء عيني الأم والرضيع ورائحتهما وملامسة جلد كل منهما الآخر من إفراز هرمونات الترابط، كهرمون «الأوكسيتوسين» المسمى هرمون الحب، الذي يُفرَز عند ملامسة الجلد للجلد، وهرمون الحليب «البرولاكتين» الذي يُفرَز عند تحفيز حلمة الثدي، فيؤدي إلى مشاعر الحب والإخلاص والاسترخاء، كما تحفز الرضاعة هرمونات تمنح الأم شعورًا بالرضا، فكل من الأم والرضيع بحاجة إلى البقاء بالقرب من الآخر أطول وقت ممكن.
وتشجع النتائج العلمية بقاء الأم والطفل قريبين وقت النوم، إذ يتكرر استيقاظ الأطفال ليشعروا بقرب جسد الأم، ليطمئنوا، ولتقليل الهرمونات التي يفرزها الجسم عند شعوره بالخطر، كما تُفيدهم وجبات الرضاعة المتكررة طيلة الليل، فالطفل يُدرِك انفصاله عن جسد أمه على أنه خطر، وقربه من والديه ينمي لديه فسيولوجية قوية في أثناء الليل، فتستقر درجة حرارته، وينتظم تنفسه.
ولا يقتصر التأثير الإيجابي للقرب الجسدي في الطفل فحسب، بل إنه علاج نافع لقلق الأم وضيقها، فالهرمونات تخفف قلق الأم وتوترها، وتهدئ المشاعر القوية التي تصحب الرضاعة والنفاس والتغييرات الناتجة عن الأمومة، ومن ثم فإن الانفصال ضار لكليهما، وتتعرض الأم لصراع في ظل إعطاء المجتمع قيمة كبيرة للعمل خارج المنزل مقارنة بممارسة الأمومة، وقد تحاول تحقيق كليهما معًا، وينبغي للأم أن تتجنب هذه الأفكار في السنوات الأولى للطفل، لأن الأطفال لا يهتمون بسيرة الأم الذاتية، بل يحتاجون إلى حضورها فقط، والانفصال عن الرضيع بشكل منتظم ولمدة طويلة يمثل تهديدًا للطفل في حالة عدم وجود مقدم رعاية أمين مألوف بديل للأم.
الفكرة من كتاب الجوع إلى الأمومة: في سبل معالجة الفقدان والتعافي منه
كيف يمكن وصف الشعور بالرغبة في شيء ما أو شخص ما لتسكين الشعور بالوحدة؟ وكيف يمكن التخفّف من عبء حزن عميق غير ظاهر يصعب الاعتراف به؟
يمكن وصف هذا الشعور بمصطلح «الجوع إلى الأمومة»، مصطلح صاغته الكاتبة لتعبر عن فقد النساء لحب أمهاتهن، فيكبرن يبحثن عن نوع معين من الحب، حب غير مشروط، مراعٍ، آمن، ملهم، وهو الحب الذي يحتاج إليه الإنسان لينطلق بقوة في الحياة، ونتيجة لهذا الفقد يشعرن بفراغ داخلي يبحثن عما يملَؤُه، فتوضح الكاتبة منشأ هذا الفقد وعلاقته بالتعلق بالأم في الطفولة، كما تُرشِد إلى كيفية تعويض هذا الفقد والتعافي منه.
مؤلف كتاب الجوع إلى الأمومة: في سبل معالجة الفقدان والتعافي منه
كيلي ماكدانيال: مستشارة مهنية متخصصة في علاج إدمان العلاقات والتعلق غير الآمن والحرمان من حب الأم لدى النساء، حصلت على درجتَي ماجستير إحداهما في الأدب الإنجليزي من جامعة جورج تاون، والأخرى في الإرشاد من جامعة سانت ماري، ولديها كتاب آخر بعنوان: «Ready to Heal: Breaking Free of Addictive Relationships»
معلومات عن المترجم:
منير عليمي: شاعر ومترجم تونسي، ومدير النّشر في مؤسسة صفحة سبعة للنّشر والتوزيع، ومترجم في دار «ملهمون»، ومؤسس لملتقى دراسات الترجمة، نال جائزة «أيام قرطاج الشعرية» على المجموعة الشعرية «مقبرة على قيد الحياة»، وترجم أعمالًا عديدة منها: «عزلة صاخبة جدًّا»، و«سجن بلا سقف».