هل شهادة المرأة تعادل نصف شهادة الرجل؟
هل شهادة المرأة تعادل نصف شهادة الرجل؟
يزعم بعض الحاقدين على الإسلام أن ديننا الإسلامي قد جعل المرأة نصف إنسان عندما جعل شهادتها نصف شهادة الرجل مستشهدين بقوله تعالى: ﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ﴾، فيقولون إن هذه الآية الكريمة انتقصت من أهلية المرأة بجعل شهادتها على النصف من شهادة الرجل، لكنهم لم يدركوا الفارق بين الشهادة والإشهاد الذي تتحدث عنه الآية، ولم يفهموا مناسبتها أو سبب نزولها.
فهنا بقول الله (عز وجل) يقول بالإستشهاد عند كتابة الدَّين إذا تداين أحد من الآخر: ﴿وَاسْتَشْهِدُوا شَهِيدَيْنِ مِنْ رِجَالِكُمْ فَإِنْ لَمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَى﴾، فالمقصود هنا هو الإشهاد في الدَّين وليست شهادة المرأة في مطلق الأمور.
أما تلك الشهادة التي يعتمد عليها القضاء فلا فارق فيها بين شهادة الرجل وشهادة المرأة، وإنما معيارها تحقُّق اطمئنان القاضي لصدق هذه الشهادة بصرف النظر عن جنس الشاهد، وعلَّل ابن تيمية حكمة شهادة المرأة وكونها نصف شهادة الرجل بأن المرأة عادةً لا تشهد مجالس التجارة والبيع والدين ومثل هذه الأنواع من المعاملات عادةً، فقد تنسى هذا الأمر لأنه ليس من الأمور التي تشغل بال النساء عمومًا، وليس هذا لضعف عقلها بسبب النسيان، بل لأن الانشغال بهذه الأمور يخص الرجال أكثر، وأضاف ابن تيمية أن المرأة إذا كانت تحضر مثل هذه المجالس وعرف عنها انشغالها بها فإنه في هذه الحالة تؤخذ شهادتها وحدها كالرجل تمامًا، دون شرط شهادة امرأة أخرى معها.
الفكرة من كتاب التحرير الإسلامي للمرأة
يتناول المؤلف في هذا الكتاب الرد على شبهات غلاة الإسلاميين والعلمانيين التي أثاروها كذبا وبهتانًا حول مكانة المرأة في الإسلام، وزعمهم أن الإسلام ظلم المرأة وانتقص من حقوقها، وجعلها في منزلة أقل من الرجل، ويجيب فيه عن خمس شبهات وقع فيها هؤلاء، مع تفسيرهم المغلوط لبعض المرويات الإسلامية.
كما يقدم النموذج الوسطي الإسلامي الذي قدمه ديننا لتحرير المرأة من الرجل وقيود الجاهلية، ويشير إلى نماذج من النساء الرائدات اللائي عبرن عن روح التحرير الإسلامي وإنصافه لحقوق المرأة.
مؤلف كتاب التحرير الإسلامي للمرأة
محمد عمارة: مفكر إسلامي ومؤلف ومحقق مصري، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، له العديد من المؤلفات في قضايا الفكر الإسلامي والتجديد والدفاع عن الإسلام، تجاوزت مؤلفاته ثلاثمائة كتاب، وترجم بعض كتبه إلى عدة لغات شرقية وغربية، ونال جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى والعديد من الجوائز والأوسمة العربية والعالمية، ورحل عن دنيانا في فبراير 2019.
من أهم مؤلفاته:
الإسلام والثورة.
الإسلام والفنون الجميلة.
تيارات الفكر الإسلامي.