الخلافات في العلاقات
الخلافات في العلاقات
توجد الخلافات في كل العلاقات، ونجاح هذه العلاقات يتوقف على طريقة إدارة الخلافات، والحل الجيد لها يزيد من قوة العلاقة وحالة الرضا لدى الطرفين، والفشل يزيد من الكرب وتعرض العلاقة للخطر، ونمط التعلق يظهر في أثناء الخلافات، فاللا مكترث ناقد متصلب متباعد، يهرب ويتجنب المشكلات، وخوفُ القلِقِ يجعله متحكمًا يلوم الآخر ويود الانتقام، وذلك بسبب خوفه من الترك، فيحاول إصلاح الآخر وتغييره والتحكم في سلوكه.
يقلل التناغم من الخلافات ويساعد على سرعة حلها ويعين على فهم حالة مشاعر الآخرين والاستجابة لوجهة نظرهم، لكن في أثناء الخلافات يفقد الطرفان التناغم ويدخلان في حالة دفاع لحماية نفسيهما ويحصل انفصال نفسي، فكل منهما يود الانتصار، والقدرة على العودة إلى الاتصال العاطفي والتناغم تساعد على حل المشكلات، ومع حلها بسرعة تزداد الثقة بالآخر وبأنه موجود لنا ومهتم لأمرنا.
ويجب على الطرفين تعلم ثقافة الاعتذار والغفران، فهي مهمة لحل الخلافات واستمرار العلاقة، وكل نمط مؤثر بدرجة كبيرة في تقديم الاعتذار واستقباله، فالقلِق يعاني صعوبة في تنظيم مشاعره ولا يكفي الاعتذار لتهدئته، ويحتاج إلى صبر واعتذار مطول واضح مفصل، واللا مكترث يتضايق من الاعتذار والاعتراف بالخطأ فيحاول التنصل منه، لذلك فكل نمط يحتاج إلى تعامل خاص في حالة الاعتذار والغفران.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.