التعلق والأم
التعلق والأم
يولد الطفل بغريزة للتعلق وإنشاء العلاقات بهدف الاقتراب من آخر يقدم إليه الحماية والاطمئنان ويساعده على النمو النفسي والاجتماعي والعقلي، والتعلق رابطة عاطفية ونفسية مع شخص آخر، وطوال حياتنا في بناء العلاقات نتأثر بعلاقتنا الأولى مع الأم، وليس الأهم في تلك العلاقة هو الطعام والمأوى فقط، بل الاحتواء والمساعدة على الهدوء والتعامل مع العاطفة.
والتقرب من الآخر والتعلق به يقدم إلينا الدعم والمساعدة ويساعدنا على الوصول إلى حالة السلام النفسي والتوازن والسكينة واكتساب المتانة والمناعة النفسية، والأم تقرض الطفل جهازها النفسي بهدف مساعدته على تنظيم توتراته وإدارة مشاعره وتنظيم ذاته، وفي حالة فقدان حالة الاتزان واضطراب العلاقة مع الأم يتعلم الطفل أن هذه هي طبيعة العلاقات، وأن الجميع لن يهتم لأمره أو يشعر به، فيستقر هذا النموذج في عالم الطفل وينعكس على بقية علاقاته.
والأم هي قاعدة الأمان للطفل، فإذا ما اطمأن لوجودها يستطيع الخروج واللعب والاستكشاف، وهي ملاذه الآمن وقت الحاجة، فإذا ما قدمت إليه الأمان تخفت غريزة التعلق وتنشط غريزة التعلم والاكتشاف واللعب، وعلاقته بها تمنحه نمط العلاقات الخاصة به وتصبح بوصلته وخريطته للحب، فقد يمتلك نمط تعلق آمن لو كانت علاقته بها آمنة مطمئنة، وإذا لم تكن كذلك يكتسب نمط تعلق غير آمن.
الفكرة من كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
الإنسان كائن اجتماعي يتشكل ويتكون بوجود الآخرين والتفاعل معهم، ويمارس إنسانيته من خلالهم، فيعيش في العلاقات ويطورها ويعيد صياغتها وتشكله العلاقات وتطوره، وعلاقته بالأم هي الأهم؛ تصوغ داخلَه وترشده في بقية العلاقات، وفي العلاقات لا تسير الأمور دائمًا على ما يرام، فقد يكوّن الإنسان نمطًا آمنًا من العلاقات يساعده على الانطلاق والنجاح، وربما يكوّن نمطًا غير آمن يسبب له الخوف الذي يصاحبه في حياته وفي كل العلاقات.
ولأهمية العلاقات يقدم إلينا هذا الكتاب شرحًا وافيًا لنظرية أنماط التعلق وتأثير ذلك في العلاقات الحميمية، كما يساعدنا على فهم خريطة الحب التي صيغت داخلنا، ومعرفة طريقة العلاج من الأنماط والنماذج المعطوبة داخلنا.
مؤلف كتاب أزمة تعلق: أنماط التعلق والعلاقات الحميمية
ماهر عبد الحميد: تخرج في كلية الطب جامعة المنيا، استشاري الطب النفسي وحاصل على الزمالة العربية في الطب النفسي، اشتهر بكتاباته النفسية المبسطة على منصات التواصل الاجتماعي.