الصين والاقتصاد العالمي
الصين والاقتصاد العالمي
اندمجت الصين بصورة كبيرة في الاقتصاد العالمي مما يصح معه القول إنها أصبحت مصنع العالم، وساعدها على ذلك غناها بالأيدي العاملة المدرَّبة والرخيصة، ومع ارتفاع تكلفة الإنتاج في الدول الصناعية اتجهت الشركات الكبرى لنقل مصانعها إلى الصين، كما قادتها موجة العولمة إلى ازدهار كبير في صادراتها، ووجهت الصين وارداتها لتخدم القطاع الإنتاجي لديها عبر سيل جارف من المنتجات الوسيطة والمغذية للصناعات التجميعية المحلية، وتبعًا لذلك أصبح الاقتصاد الصيني اقتصادًا شرهًا للموارد مما أسهم في ارتفاع لهيب أسعار المواد الأولية في السوق العالمي.
من ناحية أخرى تمتَّعت الشركات العالمية الكبرى في مجال الصناعات الإلكترونية بحضور قوي في الصين من خلال فروعها الإنتاجية أو مراكزها البحثية، وهي تسيطر على نحو كبير على معظم الصادرات الصينية في مجال الصناعات عالية التقنية، كما تحاول السلطات الصينية استغلال التسهيلات التي تقدمها لتلك الشركات للحصول على حق الاستفادة من براءات الاختراع والنتائج البحثية المختلفة للاستفادة منها في تنمية القطاع المحلي بالبلاد الخامل نوعًا ما، والذي يركِّز جزء أساسي منه على الصناعات التقليدية والكيماويات والمعادن والمنتجات المعدنية.
ومع ازدهار قطاع التجارة الخارجية وتزايد معدلات التصدير أصبح ميزان المدفوعات الصيني يحقق فائضًا مستمرًّا منذ تسعينيات القرن الماضي وتستفيد الصين بصورة كبيرة من انخفاض أسعار العملة المحلية مما يكسبها ميزة تنافسية بجعل صادراتها أرخص نسبيًّا من صادرات الدول الصناعية الأخرى، وانعكس نشاط قطاع الصادرات على تراكم احتياطيات البلاد من العملات الصعبة الذي يتم توظيف قدر كبير منه في أذونات الخزانة والسندات الأمريكية حتى أضحت بذلك الصين من أكبر الدائنين للولايات المتحدة الأمريكية، كما تعد آسيا سوق الصين الأول في الصادرات والواردات بالإضافة إلى أسواق الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، ومؤخرًا مع ضغط البحث عن موارد جديدة ولَّت الصين وجهها شطر دول أفريقيا وأمريكا اللاتينية.
الفكرة من كتاب الاقتصاد الصيني
يتتبع هذا الكتاب تجربة النهضة التنموية في جمهورية الصين الشعبية على مدى ثلاثة عقود من بداية الإصلاحات الاقتصادية التي قامت بها الصين مرورًا بالتحول الدرامي ناحية تبني مبادئ اقتصاد السوق في بعض القطاعات، كما يتعرَّض للمكتسبات والمشكلات الاجتماعية التي حدث جراء هذا النمو الاقتصادي والتأثيرات المتبادلة بين الصين والعالم الخارجي.
مؤلف كتاب الاقتصاد الصيني
فرانسواز لوموان: كاتبة وخبيرة اقتصادية في CEPII (مركز الدراسات المستقبلية و المعلومات الدولية)، وباحثة مشاركة في مركز دراسات الصين الحديثة والمعاصرة (EHESS)، ويتركز عملها على اقتصاد الصين والهند ودمج الاقتصادات الناشئة في الاقتصاد العالمي.
ومن أهم مؤلفاتها:
الصين.
اقتصاد الصين.
دول مجموعة البريكس.