أسباب مرض القلق
أسباب مرض القلق
هل كانت الطبيعة هي المسؤولة عن هذا المرض أم التربية أم كلاهما، وإذا كان الأمر يرجع إليهما معًا فكيف تم التفاعل بينهما؟ تجيب عن هذه التساؤلات نظرية القوى الثلاث، فأولى تلك القوى هي القوة البيولوجية، فقد أشار علماء الطب إلى احتمال وجود أساس جسمي للاضطراب، وكان هناك دليل يوضح أن التعرض للإصابة بالمرض قد يتم توارثه عن طريق الجينات، وسماح النمط الوراثي للحالة بالانتقال من أحد الأبوين، وليس شرطًا كلا الأبوين، وأيضًا ارتباط مرض القلق بوجود حالة في القلب تُعرف بسقوط الصمام الميترالي، إضافةً إلى إمكانية أن تنشأ أنواع من الشذوذ الكيماوي الحيوي، وبالتالي ظهور الأعراض الجسمية التي يشعر بها الضحايا، وأيًّا كان إسهام الاضطراب البيولوجي في إحداث مرض القلق، فالنتيجة تعرض المرضى لنوبات فجائية يكون لها أثر نفسي كبير.
أما القوة الثانية فهي التعلم الشرطي، فإذا كان التعلم عاملًا في نشأة المخاوف المرضية، فكيف يعمل التعلم، وما صلته بالجوانب الكيماوية الحيوية في الاضطراب؟
إذا كان لدى الكلاب ارتباط شرطي، تعلَّمت من خلاله أن تربط بين الأجراس والطعام، ولذلك كان لعابها يسيل عند سماع الأجراس وإن غاب الطعام، وكذلك الحال حينما يتفق وقوع موقف ما مع المريض مع حدوث نوبات هلع تلقائية، حتى وإن لم تكن هناك نوبات هلع تلقائية لكنه يعتاد الخوف، وكذلك إذا اشتدت النوبة التلقائية فقد لا تحتاج إلا إلى أن تقع مرة واحدة لتنتج عنها الفوبيا أو الخوف المرضي.
والقوة الثالثة الضغط، فقد أصبح من الحقائق المسلَّم بها أن ضغوط البيئة قوة تسبِّب القلق، والمشكلة أن هذا التفسير أصبح مقبولًا على أنه التفسير الوحيد فقط لخبرة القلق، لكن ما الحل إذا وجد نوعًا من اضطراب القلق لا تلعب فيه ضغوط البيئة إلا دورًا ضئيلًا؟ ومن الظاهر أن دور ضغوط الحياة في المرض قد بولغ فيه كثيرًا.
ولكن يمكن تحديد نوعين من الضغوط كسببين مهمين في إحداث المشكلات، فهناك الضغط المباشر الذي تسبِّبه الأشياء التي تختلُّ في البيئة، والنوع الثاني هو قلق مرتبط بالصراع، حيث تتصارع قوتان متضادتان، كرغبة قوية للقيام بفعل ما مع وجود قوى تحرِّمه.
الفكرة من كتاب مرض القلق
لا ينجو إنسان في مواقف الحياة المختلفة من التعرض للقلق بدرجات متفاوتة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالطالب الذي يوشك أن يدخل الامتحان أو يسعى إلى الاطلاع على نتيجته، والرياضي الذي يتهيأ للمنافسة في حلبات الألعاب الرياضية يصيب كل منهما نوع من أنواع القلق، ولكنه قلق عرَضي، ويناقش هذا الكتاب مرض القلق داخلي المنشأ، أي القلق ليس بوصفه عرضًا أو اضطرابًا مؤقتًا بل من حيث هو مرض له دواء، وكيفية علاجه بالدواء.
مؤلف كتاب مرض القلق
ديفيد شيهان: كاتب وعالم نفس بريطاني وطبيب، عمل مديرًا لأبحاث القلق بقسم الطب النفسي في المستشفى العام بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل حاليًّا مديرًا للأبحاث الإكلينيكية وأستاذًا للطب النفسي بكلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا بمدينة تامبا، ألف العديد من الكتب والمؤلفات منها:
Work Around Australia.
Bioremediation Protocols.
Timing the paper Tiger.