صمود حتى النهاية
صمود حتى النهاية
عاش الملك عبد العزيز ليرى كيف تحول مبلغ الخمسين ألف جنيه في بداية حكمه بالرياض عام 1903م إلى مئة ألف جنيه بعد احتلال الأحساء في عام 1913م، ثم ارتفع إلى ما بين أربعة إلى خمسة ملايين جنيه بعد دخول الحجاز في عام 1926م، ومع مرور الوقت شهدت المملكة زيادة كبيرة في الموارد، وتحقيق تقدم سياسي واقتصادي مذهل خلال نصف قرن، وهو إنجاز يفتخر به أي شخص، ورغم هذا النجاح، كان الملك عبد العزيز بعيدًا عن الأبهة والمظاهر الرسمية التي لم يكن يحبها ولكنه اضطر للتعامل معها كجزء من دوره العظيم. في عام 1951م، بدأت علامات الشيخوخة والتدهور الصحي تظهر عليه، مما أجبره على استخدام كرسي متحرك للتنقل، لكنه استمر في الالتزام بنظامه الصارم في متابعة أعماله واجتماعاته، ونادرًا ما غادر قصره في الرياض، الذي بدا كأنه مرآة تعكس مشاعره ومراحل حياته البطولية، فكان ينطبق عليه قول الشاعر: “أصبح كفي مالكًا للعصا … من بعد حمل الأسمر الذابل”.
وكان من آخر إنجازاته افتتاح الخط الحديدي عام 1951م، وشارك في بعض المناسبات الرسمية في الطائف في أواخر صيف 1953م، وفي منتصف أكتوبر من العام نفسه، أصيب بنوبة قلبية خطيرة أثارت القلق داخل المملكة وخارجها، وتلقت المملكة البرقيات من رؤساء الدول العربية والأجنبية، وبعد تجاوزه لهذه الأزمة الصحية الخطيرة، لم يركن إلى الراحة، وعاد لمباشرة اجتماعاته، ولكن المرض لم يتركه طويلًا وعاد ليضطر إلى البقاء في غرفته، وفي الساعة الثالثة من صباح اليوم الثالث من ربيع الأول عام 1373هـ توفي الملك عبد العزيز، ونُقل جثمانه من الطائف إلى الرياض بالطائرة ليدفن في مقابر أجداده وآبائه، بعدما أدى ما عليه من أمانة، وترك أبناءه يُكملون المسيرة المشرقة.
الفكرة من كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
بين رحاب الصحراء الشاسعة، ظهرت شخصية فريدة صنعت من المستحيل حقيقة، ومن التفرق قوةً ووحدةً، إنه الملك عبدالعزيز آل سعود، القائد الذي خطّ بأحرف من إرادة وإصرار فصلًا جديدًا في تاريخ العرب. في هذه الكتاب سنكتشف معًا مواقف هذا الملك الفذّ الذي نجح في توحيد الجزيرة العربية، وجهوده الجبارة في نشر العلم والثقافة في أرجائها.
مؤلف كتاب عبد العزيز في التاريخ: تاريخ وآداب
حمد إبراهيم الحقيل: هو الشيخ حمد بن إبراهيم بن عبد الله بن إبراهيم بن سليمان بن محمد الحقيل، ولد في المجمعة عام 1338 هـ، وينحدر من أسرة عربية أصيلة تعود أصولها إلى قبيلة وائل ربيعة، بدأ حياته العملية إمامًا لقصر الحكومة في المجمعة عام 1353 هـ. في عام 1367 هـ عُيِّن إمامًا ومرشدًا ومفتيًا للجيش السعودي الذي أُعد لمحاربة اليهود في فلسطين، وأدى واجبه بإخلاص وكفاءة. بعدها تولى منصب قاضٍ، وعمل في عدة محاكم منها: محكمة الأحساء، ومحكمة الدمام، ومحكمة ضرمي، ومحكمة الزاحمية، وقد شغل منصب رئيس محكمة الخرج
اشتُهر بالعدل في القضاء، وسرعة البت في القضايا، فهو لا يخشى لومة لائم، ولا يداهن أحدًا بل يأخذ بيد الضعيف ويردع الظالم. كان الشيخ يهتم كثيرًا بالأدب العربي والتاريخ والفقه والأشعار العربية والشعبية، وكان يحفظ كثيرًا منها. عكف على دراسة علوم اللغة والشريعة والعروض ونظم الشعر، مما أسهم في غزارة إنتاجه الأدبي. ومن مؤلفاته:
كنز الأنساب ومجمع الآداب.
صيد القلم للشوارد والحكم.