المخاوف المرضية
المخاوف المرضية
يؤدي استمرار نوبات الهلع إلى نشأة نوع أو أكثر من الفوبيا أو المخاوف المرضية عند المرضى، وهذه المخاوف التي تظهر عند بعض المرضى متنوعة، فبعضهم يخشى الرطوبة، بينما يخشى الآخرون الثلج أو المطر؛ والسبب في هذا التنوع هو المكان الذي وُجِد فيه المريض عندما داهمته أول نوبة هلع شديدة فجأة، فمثلًا إذا وقعت النوبة في مترو الأنفاق، صار يتجنَّب الأنفاق، وعندما يبلغ الهلع الذروة في مكان ما يبدأ المريض بالهرب منه فتأخذ النوبة في النقصان ليبدأ شعور الارتياح، وإذا تكرَّر الموقف تكرَّر الهرب، فيتدرَّب الجهاز العصبي على الهرب كوسيلة للشعور بالارتياح، ولذلك يقرِّر المريض بعد ظهور أحد المخاوف المرضية إصابته بنوعين من القلق، أحدهما يتمثل في نوبة قلق تلقائية والثاني نوبة قلق متوقَّعة.
كثير من المخاوف المرضية يتم اكتسابها بمرور الزمن، مع زيادة المواقف التي تحدث فيها نوبات الهلع التلقائية، ويتعلَّم ضحايا هذا المرض أن يربطوا بين النوبات وكل أنواع المواقف، ويحاولون تجنب كل هذه المواقف، حتى ولو كانت بسيطة، خوفًا من أن تتحوَّل إلى نوبات شديدة، وينسحب المريض إلى المناطق الآمنة ويتجنَّب المناسبات الاجتماعية، بل قد يبلغ الانسحاب أحيانًا عند المرضى أن يحبس نفسه في إحدى غرف منزله، وقد يحرمه النوم، ويخرب الحياة الجنسية، أو يفسد الشهية، وقد يدفعه أحيانًا إلى شرب الخمر.
والنوع الأكثر شيوعًا من المخاوف الجوهرية التي يشترك فيها المصابون هي “الخوف من الخوف”، أي الإصابة بنوبة هلع أخرى غير متوقعة، وهذا هو الخوف الأكثر شدة ويوِّجه المريض إلى أنواع أخرى من الخوف.
وأظهرت إحدى الدراسات أن مرضى المخاوف المرضية الاجتماعية ومرضى المخاوف من الأماكن العامة كانت أعمارهم متشابهة عند بداية المخاوف، ولكن لوحظ أن أصحاب المخاوف من الأماكن العامة عانوا لفترة أطول، وكانوا أكثر تقدمًا في السن من أصحاب المخاوف المرضية، وعلى الجانب الآخر فالتركيز على نوع المخاوف المرضية كثيرًا ما يؤدي إلى الخطأ والخلط، وقد يساعد على الوصول إلى التشخيص الصحيح والعلاج الصائب.
الفكرة من كتاب مرض القلق
لا ينجو إنسان في مواقف الحياة المختلفة من التعرض للقلق بدرجات متفاوتة، والأمثلة على ذلك كثيرة، فالطالب الذي يوشك أن يدخل الامتحان أو يسعى إلى الاطلاع على نتيجته، والرياضي الذي يتهيأ للمنافسة في حلبات الألعاب الرياضية يصيب كل منهما نوع من أنواع القلق، ولكنه قلق عرَضي، ويناقش هذا الكتاب مرض القلق داخلي المنشأ، أي القلق ليس بوصفه عرضًا أو اضطرابًا مؤقتًا بل من حيث هو مرض له دواء، وكيفية علاجه بالدواء.
مؤلف كتاب مرض القلق
ديفيد شيهان: كاتب وعالم نفس بريطاني وطبيب، عمل مديرًا لأبحاث القلق بقسم الطب النفسي في المستشفى العام بالولايات المتحدة الأمريكية، ويعمل حاليًّا مديرًا للأبحاث الإكلينيكية وأستاذًا للطب النفسي بكلية الطب بجامعة جنوب فلوريدا بمدينة تامبا، ألف العديد من الكتب والمؤلفات منها:
Work Around Australia.
Bioremediation Protocols.
Timing the paper Tiger.