كيف تبصر أعيننا الضوء؟
كيف تبصر أعيننا الضوء؟
يسقط الضوء على العين فيخترق القرنية وتحوله العدسة إلى شعاع مركَّز على بؤرة فوق سطح الشبكية، وهذه الشبكية تتكوَّن من طبقات متراكبة من الخلايا العصبية يمر بها الضوء قبل أن تستشعره العين، وتحتوي الطبقة السفلى من الشبكية ملايين الخلايا الحساسة للضوء، وهي مخروطيات يتركز معظمها في بؤرة العين وملايين من العصيات موزعة على الجوانب.
وآلية عمل هذه الخلايا أنها تحتوي جزيئات تتكون من عنصرين هما: الشبكي (وهو حساس للضوء)، والأبسين وهو بمثابة الحامل للشبكي، وحين يمتص الشبكي الضوء فإن شكله يتغير وينفصل عن حامله، فتحدث مجموعة من التفاعلات الكيميائية الحيوية تنتهي بإطلاق إشارة كهربائية (دفق أو سائل عصبي) وتنقلها الخلايا العصبية.
وكلما كانت قوة الضوء أكبر كانت الجزيئات التي يتغيَّر شكلها أكبر وكان الدفق العصبي أكبر ويلزم بعض الوقت لكي تستعيد هذه الشبكيات شكلها ومكانها، لتكون قادرة مرة أخرى على أن تتلقى فيضًا جديدًا من الضوء وتنقله، وفي بعض الحالات وإذا لم تستعِد الشبكيات شكلها تحدث حالة من العمى المؤقت الذي قد يصيب العين نتيجة تعرضها لمصدر ضوء شديد، وتظل هكذا حتى تعود إلى شكلها ومكانها.
وتحت هذه الطبقة الأولى من الخلايا الحساسة هناك طبقة من الخلايا العصبية يكون امتدادها هو العصب البصري، وهكذا حتى الجزء المختص بالبصر في القشرة الدماغية.
الفكرة من كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ربما يخيل للقارئ منذ أول وهلة غرابةَ عُنوان الكتاب أو سخريته، فما علاقة اللون الأخضر بالنجوم التي نراها في السماء؟ فنجوم السماء بيضاء يتخلَّل بياضها زرقة لا اخضرار!
يصحبنا الكاتب في جولة علمية ممتعة ما بين عالم الألوان والأمواج والأصوات من ناحية الفيزياء والبصريات وعلم الأعصاب والفلك، ويعرِّفنا كيف فسرت هذه المجالات والعلوم المختلفة الأصواتِ والألوانَ وآليةَ عملها، ويعرفنا كيف نبصر الأشياء والألوان ويحلِّل لنا مكوناتها وخواصها وطرق انتقالها، وفهذا الكتاب رغم قلة عدد صفحاته يتسم بالثراء مع التبسيط في عرض وتحليل الحقائق والنظريات والخلو من تعقيدات اللغة العلمية ومصطلحاتها.
مؤلف كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ألان بوكيه Alain Bouquet: كاتب وباحث فرنسي حائز على درجة الدكتوراه في العلوم، ويعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، ويعمل بمختبر الفيزياء الفضائية وعلم الكونيات بجامعة باريس السابعة، وله العديد من الكتب العلمية التي تبسِّط مفاهيم ومجالات العلوم والفيزياء.
ومن أهم مؤلفاته: “كيف تلمع الشمس؟” و”ما الثقب الأسود؟” و”ما تحكيه لنا الأحافير”، و”الإنسان والفيروسات هل هي علاقة دائمة”، و”هل ينبغي أن نصدق نظرية الانفجار الأكبر؟”.