التعامل مع الخوف
التعامل مع الخوف
الخوف يشبه الانتقادات في كونها استجابة طبيعية لدينا، فكما أننا مجبولون على الاهتمام بالكيفية التي يرانا بها الآخرون، فنحن أيضًا مجبولون على الخوف بمجرد الإحساس بأي خطر استجابةً طبيعية لغريزة البقاء، ومن الطبيعي أن يكون الخوف إحساسًا غير مريح لأقصى حد، فالهدف منه في النهاية هو النجاة بأقصى سرعة من الخطر، لكن إذا تركناه يتفاقم فسيسيطر على حياتنا ويمنعنا من الاستمتاع بها، فالاستجابة للخطر تكون سريعة بحيث لا تترك لنا الفرصة للتمييز بين التهديد الحقيقي أو المزيف، فمثلًا حين يُطلب من شخص إلقاء كلمة في اجتماع، تتصاعد ضربات قلبه ويشعر بالخوف لدرجة الاعتذار عن عدم حضور الاجتماع، وهنا يكون قد استجاب لتهديد خوف مزيف، فلا يوجد أي خطر حقيقي في التكلم على الملأ، وهذا الشخص باستجابته لمشاعر خوفه المزيفة غذّى خوفه على المدى البعيد وقلّص حياته لتجنبه كثيرًا من الأمور بسبب خوفه.
والسبب في كون البحث عن مهرب يغذي الخوف على المدى البعيد هو أن أدمغتنا تتعلم بالتكرار، وكلما كانت أفعالنا تدعم فكرة ما، صار اقتناعنا بتلك الفكرة أقوى، فإذا قُلت لنفسك إنك لا تخاف التحدث على الملأ، بينما أنت تتهرب منه كل مرة، فسيترجم دماغك هذا على أن نشاط إلقاء الكلمات خطر وغير آمن ولا بد أن تخافه في المستقبل، ويتجاهل كل ما تقوله، فالفعل أقوى من الكلمة بالنسبة إلى أدمغتنا، وكلما تكرر الفعل اقتنع العقل به أكثر، وبمواجهة المخاطر يومًا بعد يوم نصير أقوى في تحدي مشاعر الخوف، وينشأ لدينا إحساس بالتطور والنمو.
وللتقليل من أثر الخوف والتوتر في حياتنا والتمكن من مواجهته، يمكننا أن نمارس التمارين الرياضية للتخلص من النشاط الزائد المتكون لحظة الشعور بالخطر لتفريغ تلك الطاقة، وهذا أسرع الطرق لأنه يدعم المسار الطبيعي للاستجابة للخطر، وإن لم تكن الحركة متاحة في لحظة الإحساس بالخطر، يمكننا أن نعمل على الإبطاء من معدل تنفسنا، فمعدل تنفسنا عند الخوف أو القلق يتسارع ليحصل الجسم على أكبر قدر من الأكسجين ليتمكن من الهرب بسرعة، وكل ما علينا فعله هو عكس العملية والتركيز على إبطاء تنفسنا لتهدئة الجسم، فببساطة إذا شعرنا بالخوف أو القلق فسنطيل من زمن زفيرنا، بحيث يصير أطول من زمن الشهيق، وهذا سيبطئ من معدل نبضات قلوبنا ويهدئ من روعنا.
الفكرة من كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
يواجه كثيرون منا في الوقت الحالي الحياة دون أن تكون لديهم معرفة كافية بكيفية التواصل مع أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم، أو التواصل مع الآخرين والتعامل مع انتقاداتهم، مما يعرضهم لمشكلات نفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر وانحرافات المزاج، وبعض ممن يواجهون هذه المشكلات يتجهون إلى العلاج النفسي ليتفاجؤوا أن مشكلاتهم ليست بالضخامة التي يتصورونها، بل كلها يمكن حلها من خلال عدد من المهارات البسيطة التي مكنتهم من التعامل مع مشكلاتهم ومشاعرهم، لدرجة التعجب والتساؤل “لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
وهو التساؤل الذي عَبَّر عنه كثير من مرتادي عيادة الطبيبة جولي سميث النفسية، فألَّفَت هذا الكتاب الذي يحمل عنوانه السؤال نفسه، ويحتوي على المهارات البسيطة التي أهلت من أتوا إليها لعلاج انحرافات مزاجهم وخوفهم، والتعامل مع الخوف والانتقادات الموجهة إليهم، واستطاعوا بها مواجهة الحياة بشكل أكفأ وأكثر فاعلية.
مؤلف كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
جولي سميث: طبيبة نفسية، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات، اكتسبت شهرتها من خلال تقديمها نصائح حول العلاج النفسي عبر منصة Tiktok وغيرها من المنصات، وظهرت في كثير من البرامج كبرنامج GOOD MORNING BRITAIN، وتعمل مستشارة نفسية في برنامج LIFE HACKS على إذاعة BBC Radio 1، وصدر لها من الكتب حتى الآن:
جولي سميث: طبيبة نفسية، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات، اكتسبت شهرتها من خلال تقديمها نصائح حول العلاج النفسي عبر منصة Tiktok وغيرها من المنصات، وظهرت في كثير من البرامج كبرنامج GOOD MORNING BRITAIN، وتعمل مستشارة نفسية في برنامج LIFE HACKS على إذاعة BBC Radio 1، وصدر لها من الكتب حتى الآن:
لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري نقل عديدًا من الكتب والروايات الإنجليزية الشهيرة إلى اللغة العربية، ومن أشهر ترجماته:
فن اللا مبالاة.
قاعدة الثواني الخمس.
1984.