التعامل مع الحافز
التعامل مع الحافز
في الأيام الجيدة التي لا يكون فيها مزاجنا سيئًا، يكون لدينا حافز للحركة والإنتاج والإبداع، ويظن كثير من الناس أن عدم استمرار هذا الحافز في حياتهم دليل على مشكلة عندهم، لكن الحقيقة أن الحافز كالأحاسيس يظهر ويختفي، ولهذا لا يمكننا الاعتماد على وجوده دائمًا في حياتنا، ومن هنا علينا أن نتعلم كيف نرعى إحساسنا بالحافز ونُنَمِّيه ونزيد من فرص ظهوره أكثر وأكثر، وكيف نتصرف عندما لا نجد حافزًا لفعل الأمور المهمة التي لا نشعر بالرغبة في فعلها.
وتحريك الجسد من أبسط الأمور التي تعمل على تغذية إحساسنا بالحافز، فالدراسات تُبَيِّن أن أي تمرين يتجاوز مقدار الحركة الطبيعي -ولو بقدر بسيط- يعمل على تعزيز قوة إرادتنا، ولهذا يجب علينا لزيادة حافزِنا أن نُدخل أي قدر من التمارين الرياضية إلى حياتنا.
ولزيادة الحافز أيضًا يمكننا أن نظل متصلين بأهدافنا كلما خرجت الأمور عن مسارها، ففي اللحظات التي نرغب فيها بالاستسلام، علينا أن نذكّر أنفسنا بأهدافنا والأسباب التي دفعتنا إلى البدء والوصول إلى هذه النقطة، لنعود إلى مسارنا الطبيعي. ولنظل على اتصال دائم بأهدافنا يمكننا أن ندوّن يومياتنا كل يوم، ولا يصح أن نكتبها في ساعات، بل إن دقيقة واحدة في الصباح تكفي لنكتب فيها أمرًا أو أمرين سننفذهما لنقترب من أهدافنا، وبضعة سطور في المساء لتسجيل ما حققناه للاقتراب من أهدافنا في هذا اليوم.
أما عن كيفية تصرفنا عندما لا نجد الحافز لفعل الأمور التي لا نرغب في فعلها رغم علمنا بأهميتها، فيجب بداية أن نتعلم كيفية التخلص من مقاومة الأفعال غير المرغوبة بالنسبة إلينا، وذلك بتحويلها إلى عادات، فمثًلا إذا كنت معتادًا غسل أسنانك كل يوم عندما تستيقظ، فهذا نشاط ستفعله دون أن تفكر إذا كنت راغبًا في فعله أم لا، لأنك اعتدت تكراره كل يوم حتى صار عادة مترسخة عندك، وهذا بالضبط ما سنفعله مع الأفعال الجديدة التي لا نجد الحافز لها، سنكررها مرات عديدة على مدى فترات زمنية طويلة حتى يترسخ الفعل لدينا في صورة عادة نبدؤها كل يوم بشكل تلقائي، دون أن نبالي إذا كان لدينا حافز لفعلها أم لا.
الفكرة من كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
يواجه كثيرون منا في الوقت الحالي الحياة دون أن تكون لديهم معرفة كافية بكيفية التواصل مع أنفسهم وأفكارهم ومشاعرهم، أو التواصل مع الآخرين والتعامل مع انتقاداتهم، مما يعرضهم لمشكلات نفسية كالاكتئاب والقلق والتوتر وانحرافات المزاج، وبعض ممن يواجهون هذه المشكلات يتجهون إلى العلاج النفسي ليتفاجؤوا أن مشكلاتهم ليست بالضخامة التي يتصورونها، بل كلها يمكن حلها من خلال عدد من المهارات البسيطة التي مكنتهم من التعامل مع مشكلاتهم ومشاعرهم، لدرجة التعجب والتساؤل “لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
وهو التساؤل الذي عَبَّر عنه كثير من مرتادي عيادة الطبيبة جولي سميث النفسية، فألَّفَت هذا الكتاب الذي يحمل عنوانه السؤال نفسه، ويحتوي على المهارات البسيطة التي أهلت من أتوا إليها لعلاج انحرافات مزاجهم وخوفهم، والتعامل مع الخوف والانتقادات الموجهة إليهم، واستطاعوا بها مواجهة الحياة بشكل أكفأ وأكثر فاعلية.
مؤلف كتاب لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟ أدوات يومية من أجل تقلبات المزاج
جولي سميث: طبيبة نفسية، لديها خبرة تزيد على العشر سنوات، اكتسبت شهرتها من خلال تقديمها نصائح حول العلاج النفسي عبر منصة Tiktok وغيرها من المنصات، وظهرت في كثير من البرامج كبرنامج GOOD MORNING BRITAIN، وتعمل مستشارة نفسية في برنامج LIFE HACKS على إذاعة BBC Radio 1، وصدر لها من الكتب حتى الآن:
لماذا لم يخبرني أحد بهذا من قبل؟
معلومات عن المترجم:
الحارث النبهان: مترجم سوري نقل عديدًا من الكتب والروايات الإنجليزية الشهيرة إلى اللغة العربية، ومن أشهر ترجماته:
فن اللا مبالاة.
قاعدة الثواني الخمس.
1984.