فيتامينات النسيان والجبر الذاتي للجروح
فيتامينات النسيان والجبر الذاتي للجروح
كل مكونات الكون قابلة للتحول والتجديد إلا القلوب المكسورة والمشاعر المهلهلة، فلا يمكن إصلاحها وجبرها بالسرعة والبراعة التي يمكن بها إصلاح أشياء أخرى.
الأشياء المكسورة والبالية كقطع المعادن، يمكن لحامها وإعادة تشكيلها، فلماذا لا نستطيع ببساطة إعادة تغيير ذاكرة القلب الداكنة بوشاح ملون حتى يستعيد بهجته ويستعد للنسيان؟
يظهر أن كل شيء يمضي إلى الماضي ما عدا اللحظة التي ينكسر فيها القلب، فتظل حاضرة حتى لحظة الموت، يعود ذلك إلى أن التذكير بالأحداث والذكريات في حياتنا لا يتعلق بالزمن الذي مرّ، بل يتعلق بالأثر والعمق النفسي والعاطفي الذي خلفه في نفوسنا.
قد تجد نفسك غير قادر على نسيان موقف حدث لك منذ زمن بعيد، يظل الموقف واضحًا وجليًّا مضجعًا داخل أوراق الذاكرة بملامحه القبيحة وبصماته الداكنة، وتظل روحك غير قادرة على طرده، وهنا تتساءل: “لماذا لا تتربع الذكريات الحلوة فقط على عرش الذاكرة؟”.
إذا كنت لا تستطيع هضم موقف مؤلم في حياتك السابقة، فربما لا تستطيع هضمه نفسيًّا أبدًا، وستظل رائحة الذكرى ملتصقة بالأماكن والأشخاص والأشياء.
في محاولة لفهم عسر الهضم الروحي والنفسي، قد تلجأ إلى فكرة المقارنة، بعض الناس يلجؤون إلى العقاقير عند شعورهم بعسر هضم الطعام، وعند الشعور بعسر هضم الذكريات، يمكن أن يكون النسيان الطريق الأمثل.
النسيان قرار، وأنت تملك القدرة على اتخاذ هذا القرار، يمكنك وضع المواقف والأشخاص السيئين في سلة مهملات الذاكرة، وتذكر أن الذاكرة أفضل خادم للعقل، بينما النسيان أفضل خادم للقلب.
الفكرة من كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
عندما نتطلع إلى تأخير شيخوختنا أو تعزيز نشاط أجسادنا ولياقتنا البدنية للحصول أجسام ممشوقة، قد نلجأ بسرعة إلى تناول حبوب الفيتامينات السحرية، لكن هل فكرنا فعلًا في لياقتنا النفسية؟ هل ندرك بالضبط ما تحتاج إليه عقولنا؟
أرجو منك ترك كوب الماء جانبًا، والانضمام إليّ في رحلة استكشاف داخل عوالم النفس البشرية، لنتساءل إذا كانت احتياجات النفس تقتصر على حبوب الدواء لتعزيز اللياقة البدنية، أم إنك تحتاج إلى “فيتامينات نفسية” حقًّا.
مؤلف كتاب النفسية محتاجة.. فيتامينات نفسية: 30 كبسولة لضمان مرونتك النفسية
نانسي صميدة: استشارية نفسية، ومدربة، وممارسة معتمدة لعلم البرمجة العصبية اللغوية، حاصلة على دبلوم الإرشاد النفسي والاجتماعي من جامعة “سيجموند فرويد” بالنمسا.
اختيرت عام 2012 للعمل التطوعي سفيرةَ اندماج ونموذجًا للمغتربين في أوربا من قبل “وزارة الاندماج والعمل” بفيينا، ومن خلال دورها سفيرةً للاندماج بفيينا نشرت الوعي، وقدمت ورشًا وندوات لتحفيز المغتربين والمغتربات لاكتساب الثقة بالنفس والإيمان بدورهم بصفتهم جزءًا من المجتمع.
نُشر لها كتابٌ آخَرُ عام 2021 بعنوان “هل أنت غبي عاطفيًّا”.