الأشياء الملونة في ذاتها
الأشياء الملونة في ذاتها
إن الأشياء التي تبدو ملوَّنة كالأزرق والأصفر وكل الألوان نراها بذلك اللون التي هي عليه لأنها تعكس أشعة من هذا اللون أو غيره وليس لأنها تحمل هذا اللون في داخلها وفي تركيب مادتها، ولكن هناك بعض الأشياء تحمل ألوانها في ذاتها ونورها هو الضوء نفسه وهي مصادر الضوء، مثل ضوء الشمس المتمثل في حزمة من ألوان الطيف إذا قمنا بتحليله عبر منشور زجاجي، هذا بالنسبة إلى الأشياء الشفافة.
أما الأشياء غير الشفافة التي لا تخترقها الأشعة فتكون ملوَّنة حين تعكس ضوءًا بلون معين، وأما الأشياء والمواد القريبة من الشفافة مثل الهواء والماء فيختلف وضعها، إذ تمتص جزءًا من الأشعة الساقطة عليها وتعكس جزءًا آخر، والانعكاس والامتصاص رهينان معًا بلون الضوء، فالهواء يعكس اللون الأزرق أكثر من غيره من الألوان لأن أشعة الشمس وهي نافذة إلينا تفقد المكون الأزرق من أشعتها فيتم انعكاسه في الهواء حتى تضيء السماء كلها باللون الأزرق.
أما عندما يكون سمك طبقة الهواء التي تسقط عليها أشعة الشمس وتخترقها كبيرًا، وهذا يحدث عندما تكون الشمس قرب وقت الغروب فإن أشعتها تفقد المكون الأزرق كله وجزءًا من الأصفر ويكون قرصها عند الغروب أحمر.
الفكرة من كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ربما يخيل للقارئ منذ أول وهلة غرابةَ عُنوان الكتاب أو سخريته، فما علاقة اللون الأخضر بالنجوم التي نراها في السماء؟ فنجوم السماء بيضاء يتخلَّل بياضها زرقة لا اخضرار!
يصحبنا الكاتب في جولة علمية ممتعة ما بين عالم الألوان والأمواج والأصوات من ناحية الفيزياء والبصريات وعلم الأعصاب والفلك، ويعرِّفنا كيف فسرت هذه المجالات والعلوم المختلفة الأصواتِ والألوانَ وآليةَ عملها، ويعرفنا كيف نبصر الأشياء والألوان ويحلِّل لنا مكوناتها وخواصها وطرق انتقالها، وفهذا الكتاب رغم قلة عدد صفحاته يتسم بالثراء مع التبسيط في عرض وتحليل الحقائق والنظريات والخلو من تعقيدات اللغة العلمية ومصطلحاتها.
مؤلف كتاب لماذا لا نرى في السماء نجومًا خضراء؟
ألان بوكيه Alain Bouquet: كاتب وباحث فرنسي حائز على درجة الدكتوراه في العلوم، ويعمل مديرًا للأبحاث في المركز الوطني للبحث العلمي، ويعمل بمختبر الفيزياء الفضائية وعلم الكونيات بجامعة باريس السابعة، وله العديد من الكتب العلمية التي تبسِّط مفاهيم ومجالات العلوم والفيزياء.
ومن أهم مؤلفاته: “كيف تلمع الشمس؟” و”ما الثقب الأسود؟” و”ما تحكيه لنا الأحافير”، و”الإنسان والفيروسات هل هي علاقة دائمة”، و”هل ينبغي أن نصدق نظرية الانفجار الأكبر؟”.