سمات العلاقات الاعتمادية

سمات العلاقات الاعتمادية
تتسم العلاقات الاعتمادية بأنها علاقات قهرية (إدمانية)، حيث يتم الاستمرار في هذه العلاقة الضارة الخالية من المستقبل التي يحدث فيها كثير من الإساءات والاستغلال سواء جنسيًّا أم ماديًّا، ويكون السؤال: كيف تستمر هذه العلاقة؟ ويكون السبب هو الاحتياج الشديد إلى الحب والاهتمام ولو كان مزيفًا، وربما الاحتياج إلى القوة والسيطرة، وإذا انقطعت هذه العلاقة (وهذا غالبًا ما يحدث) يعود طرفاها سريًعا أو يقيمان علاقة مشابهة تمامًا.

وتتميز أيضًا هذه العلاقات بالغيرة الشديدة والامتلاك، وذلك بسبب انعدام الثقة بالنفس والآخر، واعتماد كل طرف على الآخر في استقراره النفسي، فيتعامل كل طرف مع الآخر كأنه جزءٌ من جسده، فكيف يمكن لامرئ يُعطي جزءًا من جسمه الحرية أن يختار اختيارات حرة؟! ماذا لو اختار مثلًا أن يتركه؟! وتسمى هذه العلاقات بالعلاقات الالتهامية.
وبسبب الغيرة وحب التملك تتميز هذه العلاقات بكثير من الخلافات والشجار وتتأرجح بين الرومانسية الحالمة والعنف الدموي، وينبع هذا التقلب الشديد في العلاقة من دخول كل طرف تلك العلاقة بدافع الاحتياج والرغبة في الأخذ وليس برغبة صحية متوازنة، وقد يمارس أحد الأطراف العطاء المتنافي، ولكنه ليس عطاءً أصيلًا، وإنما هو مجرد وسيلة للسيطرة على الآخر في العلاقة، وعندما لا يستجيب الآخر لهذه السيطرة لأنه يطمع في نفس الدور، ينشأ الخلاف والشجار.
وهذه العلاقة أيضًا تجعل الإنسان يتخلى عن أي شيء وكل شيء في سبيل الحصول عليها واستمرارها فتبدأ العلاقة في السيطرة على أغلب الحياة، إذ يعاني الاعتمادي مشكلة أساسية في ضبط المسافة بينه وبين الناس فإما الاقتراب الزائد وإما الابتعاد الزائد.
الفكرة من كتاب صحة العلاقات
منذ البَدء والإنسان يَتوقُ إلى العلاقة بالآخر، ويختلف الإنسان عن الحيوان في أنه في كل مرة يولد إنسان تولد معه شبكة من العلاقات تبقى طوال العمر، فيتحدث الكاتب هنا عن العلاقات الإنسانية وتحليلها وتسليط الضوء على جوانب السوء والمرض منها بغرض العلاج وبناء علاقات صحية مثمرة قائمة على الأخذ والعطاء دون اعتمادية مُمرضة ولا ذوبان يمسخ الشخصية.
مؤلف كتاب صحة العلاقات
أوسم وصفي: طبيب ومعالج نفسي، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990، وماجستير الأمراض العصبية والنفسية سنة 1997، وعمل بمؤسسة الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، ومستشارًا في برنامج الإيدز للدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
له أكثر من عشرين مولفًا في مجال الصحة النفسية والروحية، ومنها:
القلب الواعي.
مهارات الحياة.
معرفة الله والنفس.