محاولة الوصول إلى الحب الحقيقي
محاولة الوصول إلى الحب الحقيقي
يكون السؤال دائمًا: ما الطريق للوصول إلى الحب الحقيقي؟ هل بإصلاح الأحباب أم بقبول عيوبهم ونقصهم؟
حيث تعتبر محاولة تغيير الآخرين من أهم العوائق لتحقيق القبول غير المشروط، ويتم إرسال رسالة غير مباشرة من خلال محاولة التغيير تتضمَّن عدم القبول من خلال النصائح المبالغ فيها أو التدخل العنيف، وكل ذلك لا يشوِّه من شرعية الرغبة في تغيير ونضوج الآخرين، لذا يحاول “سكوت بيك” تعريف المجتمع الحقيقي المشجع للفرد على التغيير بأنه مكان آمن يأتي أمانه من القبول غير المشروط أولًا، ويخرج بعدها من الإنسان طاقة شفائه الداخلية ويتلاشى الخوف من التغيير.
والوصول إلى هذا الحب والقبول غير المشروط يحتاج إلى إعادة توجيه الأفكار وصيانة التوجهات من خلال رؤية ما وراء سلوك الآخرين وتدريب النفس على هذه الأسئلة: ما الاحتياج؟ وما الصراع الكامن وراء هذه السلوكيات السيئة المتعبة من الآخرين؟ وما الذي يجعل الإنسان يتصرف بهذه الطريقة؟
ويرى علماء النفس السلوكي أن محاولة تعديل السلوك من خلال التحكم في نتائجه (الثواب-العقاب) أقل نجاحًا مما لو تم معرفة الحالة الداخلية المؤدية إلى هذا السلوك والتعامل معها أيضًا، وقبول الشخص صاحب السلوك السيئ لإدراك الحالة التي مرَّ بها ومساعدة الشخص للتغيير، ثم التدرب على الغفران هو التعيير الأقوى للقبول غير المشروط، حيث يُختبَر هذا القبول عندما يخطئ الآخر ويتجرَّد من دواعي القبول، وكذلك التدرُّب على قبول المختلفين في السلوك الاجتماعي، كالملبس والمظهر أو المستوى الاجتماعي، خصوصًا من هم أقلية في المجتمع بسبب احتياجهم الدائم إلى القبول، ويصبح هاهنا القبول غير المشروط هو المكون الأساسي للحب الحقيقي والعلاقات المُشبعة في الحياة.
الفكرة من كتاب صحة العلاقات
منذ البَدء والإنسان يَتوقُ إلى العلاقة بالآخر، ويختلف الإنسان عن الحيوان في أنه في كل مرة يولد إنسان تولد معه شبكة من العلاقات تبقى طوال العمر، فيتحدث الكاتب هنا عن العلاقات الإنسانية وتحليلها وتسليط الضوء على جوانب السوء والمرض منها بغرض العلاج وبناء علاقات صحية مثمرة قائمة على الأخذ والعطاء دون اعتمادية مُمرضة ولا ذوبان يمسخ الشخصية.
مؤلف كتاب صحة العلاقات
أوسم وصفي: طبيب ومعالج نفسي، حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة سنة 1990، وماجستير الأمراض العصبية والنفسية سنة 1997، وعمل بمؤسسة الحرية لإعادة تأهيل المدمنين، ومستشارًا في برنامج الإيدز للدول العربية التابع للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
له أكثر من عشرين مولفًا في مجال الصحة النفسية والروحية، ومنها:
القلب الواعي.
مهارات الحياة.
معرفة الله والنفس.