خليج الخنازير وفضيحة سجن “أبو غريب”
خليج الخنازير وفضيحة سجن “أبو غريب”
عندما ظهرت فضيحة سجن “أبو غريب” إلى العلن، وشاهد الناس في التلفاز ما فعله جنود الجيش الأمريكي من تنكيل وتفنن في أساليب التعذيب للمعتقلين العراقيين، ثار الرأي العام العالمي، ورأى زيمباردو أن مفتاح فهم ما حدث في سجن “أبو غريب” يكمن في النتائج التي وصل إليها في تجربة سجن ستانفورد، ومن ثمَّ ألقى زيمباردو مسؤولية ما حدث في “أبو غريب” على صانعي القرار الأمريكي بداية من البيت الأبيض إلى وزارة الدفاع الأمريكية، فهؤلاء بقراراتهم أنشؤوا موقفًا فاسدًا أدى إلى إفساد الجنود.
وفي سياق متصل، يُعد صنع القرار جماعيًّا هو النمط السائد في المستويات العليا من الدولة، لكن هذا لا يعني أنه أفضل من القرارات الفردية، ومن الأمثلة الواقعية على ذلك عملية “خليج الخنازير”، ففي عام 1961م سيطرت الشيوعية على كوبا بقيادة “فيديل كاسترو”، ورأت أمريكا أن ما حدث في كوبا يمثل خنجرًا في خاصرتها، وبناءً على نظرية “الدومينو” قالت الإدارة الأمريكية إن سقوط كوبا في قبضة الشيوعية يعني سقوط جميع دول أمريكا اللاتينية في قبضتها بالتدريج، لذا قررت القيادة الأمريكية في عهد “جون كينيدي” التخلص من كاسترو، فدبّر الـ”سي أي إي” خطة لغزو كوبا بواسطة المعارضين الكوبيين المُبعدين، غير أن العملية فشلت فشلًا مريعًا، وأسفرت عن قتل 1800 شخص من الجنود الأمريكيين والمبعدين الكوبيين وأسْر الباقي، ونتيجة لذلك تعرضت إدارة كينيدي للإحراج الشديد.
ويروى عن كيندي أنه قال: “كيف يمكن أن أكون بهذه الغباوة؟”، يرجع هذا الخطأ الفادح إلى عدة أسباب أهمها: وهم الحصانة الذي يتمثل في العصمة من الخطأ، ووهم الإجماع الذي يتمثل في انعدام الشك في فشل الغزو، وكتم الشكوك الشخصية التي شعر بها بعض متخذي القرار.
الفكرة من كتاب علم النفس السياسي.. أوضاع، وأفراد، وحالات
يجيب المؤلف خلال صفحات الكتاب عن سؤال: لماذا يفعل الناس ما يفعلونه في سلوكهم العام؟ لينتهي إلى أن هناك نمطين أساسيين من المقاربات لفهم السلوك السياسي الإنساني، هما: المقاربة النزوعية التي ترى أن شخصية الفرد واعتقاداته وقيمه لها بالغ الأثر في انتمائه الحزبي وخصائصه الشخصية وقراراته، وحتى سلوكه الانتخابي، والمقاربة الموقفية التي ترى أن البيئة والموقف المحيط بالفرد أكثر أهمية من اعتقاداته وخصائصه الشخصية، وأنها هي التي تشكل سلوكه العام، وفي الأخير يستعرض بعض الظواهر التي خضعت للملاحظة العلمية، مثل الإرهاب وسلوك الناخب كتطبيقات لفهم النزوعية والموقفية.
مؤلف كتاب علم النفس السياسي.. أوضاع، وأفراد، وحالات
ديفيد باتريك هوتون: كاتب وأكاديمي بريطاني الجنسية، يعمل حاليًّا أستاذًا في جامعة وسط فلوريدا في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عمل في السابق في عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية، وهو من المهتمين بمجالات علم النفس السياسي، وصنع القرار في السياسة الدولية، والسياسة الخارجية الأمريكية والعلاقات الإيرانية الأمريكية. من مؤلفاته:
Losing an Empire, Finding a Role: British Foreign Policy Since 1945
A Citizen’s Guide to American Foreign Policy: Tragic Choices and the Limits of Rationality
U.S. Foreign Policy and the Iran Hostage Crisis
معلومات عن المترجمة:
ياسمين حداد: مترجمة أردنية الجنسية، حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس الاجتماعي من جامعة روتشستر في الولايات المتحدة الأمريكية، وقد عملت في السابق أستاذة ورئيسة لقسم علم النفس بالجامعة الأردنية، وتعمل حاليًّا في جامعة الإمارات العربية المتحدة.