ها قد أصبح بستاني هادئًا
ها قد أصبح بستاني هادئًا
يقول دان بينيت: “أن تكون في منتصف العمر، يعني أن تتاح لك فرصة الاختيار بين شيئين مغريين، وتختار ذلك الذي يعيدك إلى المنزل في وقتٍ مبكر”، وهذا الذي ستميل إليه كلما تقدّمت في العمر، ستُفضِّل الهدوء والراحة والجلوس في المنزل، حتى إن فكرتك عن الخروج سوف تتمثل في الجلوس وسط الفناء، كما أنك سوف تطلب وقتًا طويلًا للراحة، وسيحتوي سجل الأرقام في هاتفك على أغلب أسماء الأطباء، أمّا ظهرك فسوف يزداد تحدبًا، ولا تفزع حينما تنسى كم بلغت من العمر لدرجة أن تُعيد حساب السنوات!
وسوف تتغيّر وتنتظر عطلة نهاية الأسبوع بفارغ صبرك لأسباب عديدة، منها: أن تتمكّن من الذهاب إلى معدّات الصناعة اليدويّة، لتشتري مكابل للأبواب أو أدوات تفيدك في زراعة الحديقة، وكذلك ستكمن متعتك في أن تذهب إلى أرضك المخصصة للزراعة كي تسقي الزرع أو تغرسه، وسوف تبتهج حينما تتمكن من تنظيف السيارة، وستكون أكبر آمالك هي مشاهدة فيلم ما في ليلة هادئة، كما أنك ستحبّ الاستماع لبرنامج إذاعي صباح يوم الأحد بينما تنهي أعمالك المنزليّة.
وستُلاحظ في منتصف العمر أيضًا أنك تستغل عطلة نهاية الأسبوع بشكل إيجابيّ أكثر مما كنت عليه في الماضي، ستبتعد عن أوقات الفراغ والوجبات السريعة والتدخين، كمَا أنك ستهتم بالبستنة وتقليم الشجيرات وزراعة الفواكه والخضراوات، والجلوس منفردًا كأن هذه الحديقة هي عالمك الخاص الذي يكمن فيه ملاذك وانفصالك عن العالم، أي إن هذه الطقوس قادرة على إنعاش روحك. ويوجد مثل يونانيّ مثير للحزن في النّفس يقول إن “المجتمع يزدهر ويتطوّر عندما يزرع كبار السن أشجارًا يعرفون مسبقًا أنهم لن يجلسوا في ظلّها أبدًا”.
الفكرة من كتاب هل تشبه أباك؟
حينمَا تكبر وتواجه عديدًا من التجارب ربما تُلاحظ أنك نسخة من والدك، وستتعجب حينها.. كيف أن الأشياء ذاتها التي كانت تثير تعجبك من والدك وأنت صغير أصبحتَ تفعلها وأنت كبير؟! إنّ هذا الكتاب يعيد إليك صورة والدك بشكل مرح وجميل، لتفهم وتتقبّل وتتعايش مع روحه الموجودة في أعماقك.
مؤلف كتاب هل تشبه أباك؟
جوزيف بيرسي: مؤلف أمريكي، حاصل على درجة الماجستير في الفلسفة في دراسات اللغة الإنجليزية، بالإضافة إلى كونه مساهمًا منتظمًا في عديد من المجلات. وله عديد من المؤلفات من ضمنها:
The Story of English: How an Obscure Dialect Became the World’s Most-Spoken Language
Symbols: A Universal Language
معلومات عن المترجمة:
سارة شيبان: مترجمة وأديبة سوريّة الجنسيّة، ترجمت عديدًا من الكتب من ضمنها كتاب: “فكّر وازدد ثراءً: اكتشف قوتك السحريّة لتصبح ثريًّا”، وكتاب “لستَ قطًّا، من الصور التقليديّة إلى مكالمات Zoom إلى الحياة العصريّة“.