دون التغيير
دون التغيير
دائمًا ما يبزغ هذا السؤال، ويبزغ على نحو كبير في الصدمات، ويحول دون طريق التغيير، ألا وهو: أين الله فيما جرى؟ لِم لَم يشفني الله؟ ألا يصلح الله ما فسد في تنشئة الأبناء؟
بالطبع ليس القصد من هذا الكلام إهمال أو إنكار أو رفض دور الله (سبحانه وتعالى)، فهو الشافي، لكن الحديث هاهنا عن الإيمان الخرافي السحري غير العلمي الذي يتسم صاحبه بالتواكل دون الأخذ بالعلل والأسباب الطبيعية والشرعية. ويقف وراء الاعتقاد الخرافي والإيمان السحري تفسير خطأ لآيات وبعض آثار عن السلف من قبل بعض الوعاظ لصالح الثقافة الشعبية.
وهذا الاعتقاد قائم على إمكانية ألا أفعل شيئًا وألا أتحمل مسؤولية نفسي، والأمور فقط ستحل من تلقاء نفسها دون سبب أو لأسباب غيبية من عند الله لا يد لي فيها! وهو إيمان تواكلي سحري مخالف للقوانين الطبيعية والشرعية التي خلقها الله (سبحانه وتعالى) وحث على الأخذ بها.
ومن المهم كذلك في سبيل التغيير إدراك حقيقة أن التعرض للحرمان والنقص الشديد في الانتماء والحب الأساسي في الطفولة المبكرة، خصوصًا في السنوات الخمس الأولى من العمر، لا يمكن في أغلب الأحيان تعويضه. ورغم عدم وجود الكثير مما يمكن فعله من قِبَل الوالدين في تلك الحال فإن الاعتذار عن الخطأ نفسه للطفل، وإن لم يصلح الضرر، إلا أنه يساعد على ترك أثر حسن في نفس الطفل، مما يساعده على حسن الاختيار في المستقبل.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.