الاحتياجات النفسية في الطفولة المبكرة
الاحتياجات النفسية في الطفولة المبكرة
من أهم الاحتياجات الأساسية لدى الإنسان الاحتياج إلى الانتماء والتعلق، والانتماء هو الإحساس بالاحتواء العاطفي الدافئ والحميم، والانغراس والتوطُّد النفسي في الوالدين، لا سيما الأم في تلك المرحلة المبكرة من العمر، وهو أشبه ما يكون باحتياج النبتة الجديدة إلى التربة الخصبة لتضرب بجذورها الرقيقة فيها لتنمو وتكبر وتزدهر.
والتعلق يعني الارتباط المتبادل بين الطفل وبين من يقوم برعايته، ويكون ذلك من خلال الحضور المادي بالقرب من الطفل، والعاطفي بالتعبير عن الحب والحنان؛ ما يمنحه الشعور بالحماية والأمان، وكما يحتاج الطفل إلى الشعور بالحب عمومًا، فإنه يحتاج أيضًا إلى الإحساس بالدفء والحب والتفاهم بين الوالدين خصوصًا، فذلك يؤدي دورًا مهمًّا في تكوين الارتباط الصحي الآمن مع الطفل.
ومن الاحتياجات التي قد تراها غريبة ، حاجة الطفل إلى نظام وبرنامج يومي روتيني متوقع دون مفاجآت لأن ذلك يرسخ الشعور بالهدوء والأمان والاستقرار داخل الطفل. والروتين ليس نقيض الابتكار وإنما هو نقيض العشوائية، فالطفل دون روتين يومي ثابت لا سيما في مواعيد الأكل والنوم يصاب بالتوتر والتشتُّت، ما يجعله يفقد الشعور بالأمان والثقة.
ويحتاج الطفل كذلك إلى الاستقلالية والشعور بالذات، ويكون ذلك بتوفير أوقات مخصصة له يكون فيها هو محور الاهتمام ولا شيء آخر، والطفل له حاجة كذلك إلى التهذيب، لكن على عكس ما يعتقد الكثيرون، فإن العمل على تسديد هذا الاحتياج على نحو متزن وصحيح لا يتم من دون تسديد الاحتياجات السابقة.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.