أكبر تهديد لبقاء الحياة على وجه الأرض هو الحرارة
أكبر تهديد لبقاء الحياة على وجه الأرض هو الحرارة
عندما نعود إلى ما قبل 55 مليون سنة، في ما يُعرف بـ”عصر الإيوسين”، كانت الأرض أدفأ بمقدار 5 درجات مئوية من الوقت الحالي، مما أدى إلى سباحة التماسيح في المياه التي نعرفها اليوم مناطقَ قطبية، واليوم يُتوقع أن تزيد درجة الحرارة بحد أدنى درجتين مئويتين حتى نهاية القرن الحادي والعشرين. لقد تحملت الأرض زيادة 5 درجات مئوية في درجة الحرارة منذ زمن بعيد، فلماذا تقلقنا زيادة درجتين مئويتين في درجة الحرارة؟
السبب هو أن الأرض لم تعد بهذه المرونة كما كانت قبل 55 مليون سنة، فقد زادت كمية الإشعاع الواصل إلى الأرض من الشمس نتيجة لزيادة حجم الشمس قليلًا في هذه الفترة، إذًا ماذا يعني ذلك لمستقبل كوكبنا وتطورات تغير المناخ؟ إن الأرض الآن أكثر هشاشة بكثير، مما يعني أنه لا يمكنها أن تعيش أي تغييرات سريعة في درجات الحرارة، وفي الواقع إذا كانت الأرض ستشهد موجة حرارية ضخمة أخرى، فإن الحياة على وجه الأرض ستُمحى وسيصبح الكوكب غير صالح للعيش بالطريقة نفسها كما حدث مع المريخ أو الزهرة، ولهذا السبب يُعتقد أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد.
لن تتأثر الروبوتات بدوافع الإنسان مثل السُّلطة أو الطمع أو التأثير السياسي، بدلًا من ذلك ستتمكن برامج الكمبيوتر من تقييم الحقائق والاعتراف بأننا ببساطة لا يمكننا أن نتجاهل المخاطر التي تشكلها تغيرات المناخ، ومن ثم سيكون الذكاء الاصطناعي غير متحيز، ومستعدًّا لإصلاح الضرر الذي أحدثه البشر، ونتيجة لذلك يُعتقد أنه حتى لو انتزعت الروبوتات “العالم”، فإنها ستفعل ذلك بطريقة مفيدة قد تحيد الأخطاء البشرية وتوجهنا نحو مستقبل أكثر استدامة.
الفكرة من كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
تكمن إحدى سلبيات التقدم العلمي في أنها تجعلنا ندرك هشاشتنا أكثر من أي وقت مضى، فالتقدم العلمي يضعنا في مواجهة سيناريوهات مرعبة متزايدة، مثل اقتراب كويكب من الأرض، أو ثوران بركان عظيم يغطي الأرض بالرماد والغبار، أو حتى تدمير الشمس لكوكبنا الوحيد. ومن خلال تقدم العلوم، زادت هذه السيناريوهات المخيفة، مما خلق إحساسًا بأن هذه الأحداث جاهزة للقضاء على الإنسانية، ولكن ظهرت بارقة أمل عندما قدم جيمس لوفلوك -مبتكر نظرية جايا- نظريةً جديدة مذهلة حول مستقبل الحياة على وجه الأرض، قال جيمس إن عصر الأنثروبوسين -عصر الإنسان- يقترب بعد 300 عام من نهايته، وقد بدأ عصر جديد بالفعل وهو عصر النوڤاسين.
وفي هذا العصر الجديد ستظهر كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ستفكر بسرعة 10,000 مرة أسرع منا، وستنظر إلينا كما ننظر الآن إلى النباتات بوصفها كائنات تتصرف وتفكر ببطء يائس، وهو العصر الذي يعيش فيه الإنسان والسايبورج -الآلة الفائقة الذكاء- جنبًا إلى جنب بسلام، لأن لديهما مشروعًا مشتركًا يشدد على نجاتهما، وهذا المشروع هو إبقاء الأرض كوكبًا صالحًا للعيش.
مؤلف كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
جيمس لوفلوك: هو عالم بيئي وكيميائي بريطاني، وُلد في 26 يوليو 1919م، واشتهر بتطوير فكرة “الأرض ككائن حي”، التي وُصِفَت لأول مرة في عام 1969م بما يُعرف الآن باسم “نظرية جايا”، تقول هذه النظرية إن الأرض تشكل كائنًا حيًّا واحدًا يتفاعل مع مكوناتها الحيوية وغير الحية للحفاظ على ثبات الظروف البيئية التي تدعم الحياة.
حاز لوفلوك عديدًا من الجوائز والتقديرات على أعماله في مجال علم البيئة والكيمياء. ومن أشهر كتبه:
Gaia: A New Look at Life on Earth
The Ages of Gaia: A Biography of Our Living Earth
The Revenge of Gaia: Earth’s Climate Crisis & The Fate of Humanity
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
معلومات عن المترجم:
ماجد حامد: ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها:
فلسفة الفكاهة.
الألف دماغ: نظرية جديدة للذكاء.
العمر المديد.. لماذا نتقدم في السن؟ وكيف يمكن أن لا نهرم؟