الذنب والنقص
الذنب والنقص
يتميَّز الطفل في عاميه الرابع والخامس بالتمكن من السيطرة على الجسم وتوجيهه، فيستطيع أن يجري ويركب دراجة، وأن يقوم بالكثير من الأنشطة الحركية واللغوية، فتنمو بنيته النفسية الأساسية وتكتمل صورته الذاتية عن نفسه تقريبًا مع نهاية هذه المرحلة من العمر.
ولكي يتجاوز هذه المرحلة عليه أن يكتسب روح المبادرة ليُكمل نموَه النفسي بناءً على اجتيازه المرحلتين السابقتين بأمان، لذا فمن المهم تشجيعه على أداء تلك النشاطات، أما إن تم إحباطه ووصف نشاطاته الحركية وغيرها بالتهور والاندفاع والغباء والحمق -ولو بهدف الحماية- فيتكون لديه شعور بالذنب ويتملَّكه الخوف من العقاب، ما يدفعه إلى الانعزال وتقييد النفس أو الاتجاه إلى الأفعال الاستعراضية التعويضية.
وتتميَّز المرحلة الممتدة من العام السادس إلى العام الحادي عشر من عمر الطفل بالنمو الاجتماعي؛ نتيجة الذَهاب إلى المدرسة، والارتقاء الفكري حيث تنشط عمليات الاستدلال والتفكير المنطقي والتدريب على قواعد التعلم واللعب الخاضع لقواعدَ معينة.
وفي هذه المرحلة يتكوَّن إحساس الجدية والحماس والمثابرة والإنتاجية ، كامتداد للمبادرة والاستقلالية والذاتية والثقة الأساسية، وتدريبه وتشجيعه على القيام بالنشاطات المختلفة بطريقة جيدة، وإلا في المقابل سيتكوَّن داخل الطفل الإحساس بالنقص (الدونية) وعدم الكفاءة يلازمه، وذلك إذا استمرت عوامل التنشئة السلبية، مثل عدم تشجيعه أو السخرية من أفكاره خصوصًا أمام الآخرين، إذ إن الطفل في هذه المرحلة يكون حساسًا وبصفة خاصة تجاه الحديث عنه أمام الغرباء، وفي هذه الحالة سيبنى داخل الطفل شعور بالنقص والدونية يعتمد على الخزي والشك في النفس وفي الصورة الذاتية يلازمه طوال عمره ما لم يحدث له تغيير إيجابي.
الفكرة من كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
يقدِّم الكاتب دراسة سيكولوجية متخصِّصة في نشأة الاضطرابات والأضرار النفسية التي تلحق بالأطفال في الصغر ويستمر تأثيرها مع أصحابها فيما بعد، وذلك نتيجة سلوك الوالدين سواء أكان بقصد أم بغير قصد.
ويستعرض ذلك من خلال فصول الكتاب بالحديث عن الذات وتشكِّل الشخصية والاحتياجات النفسية وأثر الحرمان من تسديد هذه الاحتياجات في الصغر، وكذلك الإساءات وأنواعها وأثرها في النفس.
مؤلف كتاب ذنوب الآباء ومسئولية الأبناء
مشير سمير: كاتب له العديد من المؤلفات في مجال علم النفس والوعي الذاتي، ومنها هذا الكتاب، وله كتب أخرى في نفس المجال مثل “معايير النضج النفسي”، و”مشكلة الألم”، وله العديد من الإسهامات في هذا المجال مثل ترجمته لكتاب “صوت الحب الداخلي” لهنري نويين، ومراجعته لكتاب “الأقوياء والضعفاء” لبول تورنييه.