فجر عصر جديد
فجر عصر جديد
عندما تنظر إلى العالم من الفضاء في أثناء الليل ترى أنه كرة مضيئة في كل مكان تشبه شكل الشرايين، بالتأكيد ستعتقد أن “عصر الإنسان” يحكم الأرض، فلم يمضِ وقت طويل منذ أن بدأ الإنسان في حكم العالم، إذ يبلغ سن الأرض 4.5 مليار سنة، والحياة عليها تغطي فقط 3.7 مليار سنة من هذه المدة، ووُجد الإنسان الحديث فقط في الـ300,000 سنة الأخيرة، أما الحضارة والمجتمع ما بعد الصناعي فكانوا موجودين لمدة 300 سنة على التوالي. وفي الوقت الحالي يعيش البشر في ما يُعرف بعصر “الأنثروبوسين | Anthropocene”، ويمكن تفسير الأنثروبوسين على أنه عصر الإنسان، وببساطة هذا هو العصر الذي توقف فيه الإنسان عن التكيف مع التغيرات العالمية في البيئة وبدأ في التأثير في أنظمة البيئة على وجه الأرض في جميع أنحاء العالم من خلال الوقود الأحفوري.
لأننا الآن الكائنات السائدة على عكس الديناصورات، فإنه من المناسب أن يُصنف العصر الحالي بناءً على تأثير الإنسان وإنجازاته، ولكن المثير للاهتمام هو حقيقة أن عصر الأنثروبوسين أقصر بكثير من العصور التي سبقته. في الواقع، إنه يقصر بشكل فعلي ويستعد للانتقال إلى عصر جديد، تمهيدًا لوصول كائن حي جديد قد جعل هذا الانتقال ضروريًّا، نعم.. ما قرأته صحيح، كائن حي جديد، وإذا كنت تتساءل كيف أو لماذا سيحدث ذلك، فإن الجواب مذهل وبسيط في الوقت نفسه، هذا لأن التقدم التكنولوجي الجديد قد رفع الذكاء الاصطناعي من مجرد برنامج كمبيوتر أو روبوت إلى كائن حي سيكون قادرًا قريبًا على التفكير بمفرده، ونحن بالفعل نعلم أن هذا ممكن لأننا رأينا ظهور برامج مثل ألفا زيرو في عام 2017.
الفكرة من كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
تكمن إحدى سلبيات التقدم العلمي في أنها تجعلنا ندرك هشاشتنا أكثر من أي وقت مضى، فالتقدم العلمي يضعنا في مواجهة سيناريوهات مرعبة متزايدة، مثل اقتراب كويكب من الأرض، أو ثوران بركان عظيم يغطي الأرض بالرماد والغبار، أو حتى تدمير الشمس لكوكبنا الوحيد. ومن خلال تقدم العلوم، زادت هذه السيناريوهات المخيفة، مما خلق إحساسًا بأن هذه الأحداث جاهزة للقضاء على الإنسانية، ولكن ظهرت بارقة أمل عندما قدم جيمس لوفلوك -مبتكر نظرية جايا- نظريةً جديدة مذهلة حول مستقبل الحياة على وجه الأرض، قال جيمس إن عصر الأنثروبوسين -عصر الإنسان- يقترب بعد 300 عام من نهايته، وقد بدأ عصر جديد بالفعل وهو عصر النوڤاسين.
وفي هذا العصر الجديد ستظهر كائنات جديدة من أنظمة الذكاء الاصطناعي الحالية، ستفكر بسرعة 10,000 مرة أسرع منا، وستنظر إلينا كما ننظر الآن إلى النباتات بوصفها كائنات تتصرف وتفكر ببطء يائس، وهو العصر الذي يعيش فيه الإنسان والسايبورج -الآلة الفائقة الذكاء- جنبًا إلى جنب بسلام، لأن لديهما مشروعًا مشتركًا يشدد على نجاتهما، وهذا المشروع هو إبقاء الأرض كوكبًا صالحًا للعيش.
مؤلف كتاب نوڤاسين: عصر الذكاء الفائق القادم
جيمس لوفلوك: هو عالم بيئي وكيميائي بريطاني، وُلد في 26 يوليو 1919م، واشتهر بتطوير فكرة “الأرض ككائن حي”، التي وُصِفَت لأول مرة في عام 1969م بما يُعرف الآن باسم “نظرية جايا”، تقول هذه النظرية إن الأرض تشكل كائنًا حيًّا واحدًا يتفاعل مع مكوناتها الحيوية وغير الحية للحفاظ على ثبات الظروف البيئية التي تدعم الحياة.
حاز لوفلوك عديدًا من الجوائز والتقديرات على أعماله في مجال علم البيئة والكيمياء. ومن أشهر كتبه:
Gaia: A New Look at Life on Earth
The Ages of Gaia: A Biography of Our Living Earth
The Revenge of Gaia: Earth’s Climate Crisis & The Fate of Humanity
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
براين آبليارد: صحفي وكاتب بريطاني، وُلد في 24 أغسطس 1951م، يعمل كاتبًا ومحررًا للصحف والمجلات، وكتب على مدى سنوات عديدة في مجموعة واسعة من الموضوعات، بما في ذلك الثقافة والتكنولوجيا والفلسفة. ومن بين أعماله البارزة:
The Car: The Rise and Fall of the Machine that Made the Modern World
How to Live Forever or Die Trying: On the New Immortality
The Brain is Wider Than the Sky
معلومات عن المترجم:
ماجد حامد: ترجم عديدًا من الكتب، أبرزها:
فلسفة الفكاهة.
الألف دماغ: نظرية جديدة للذكاء.
العمر المديد.. لماذا نتقدم في السن؟ وكيف يمكن أن لا نهرم؟