هل إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ وماذا عن خرافات اتفاقية أوسلو؟
هل إسرائيل هي الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط؟ وماذا عن خرافات اتفاقية أوسلو؟
بالنسبة إلى الإسرائيليين وداعميهم حول العالم، إسرائيل دولة ديمقراطية معتدلة وتوفر المساواة لمواطنيها، وتسعى إلى السلام مع جيرانها العرب، ومن ثمَّ فإن أي نقد يوجه إلى إسرائيل بهذا الخصوص، فإنها تبرره بأن السبب هو حرب عام 1967م، إذ أفسدت الحرب المجتمع الإسرائيلي الودود! لكن الحقيقة التاريخية تقول غير ذلك، فالنظام الإسرائيلي قبل حرب 1967م وبعدها سمح حتى لأقل رتبة في الجيش الإسرائيلي بأن تتحكم في مصاير الشعب الفلسطيني، فبين ليلة وضحاها كان الفلسطينيون يجدون أنفسهم عاجزين أمام أي جندي قرَّر أن يهدم بيوتهم أو يحتجزهم لساعات في نقطة التفتيش، أو يقتادهم إلى السجن دون محاكمة أو تحقيق، فمنذ عام 1948م حتى يومنا هذا يتعرض الفلسطينيون لمثل هذه المواقف!
كما تستمر إسرائيل في سن قوانين تعمل على تكريس تفوق اليهود، كالقوانين التي تحكم المواطنة، والقوانين المتعلقة بملكية الأراضي، والأبشع من كل ذلك “قانون العودة”، الذي يمنع الفلسطينيين الذي هجِّروا من أرضهم من العودة إلى فلسطين، وفي المقابل، لأي يهودي في العالم أينما وُلد الحق في المواطنة الإسرائيلية والعيش في فلسطين، ومن ثم فإن الاختبار الحقيقي لأي دولة ديمقراطية يتمثل في مدى تسامحها مع الأقليات التي تعيش في كنفها، وما تمتلكه الأقلية من حقوق مساوية لغيرها، وبناءً على ذلك فإن إسرائيل أبعد ما يمكن عن أن تكون دولة ديمقراطية!
دخلت السلطة الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات في مفاوضات سلام مع إسرائيل، انتهت بإبرام اتفاقية أوسلو عام 1993م، لكن عملية السلام هذه أثبتت فشلها، وهذا راجع إلى خلو الاتفاقية من عنصرين مهمين، الأول: التقسيم الجغرافي، والثاني: إنكار حق العودة للفلسطينيين، ومن ثمَّ لم تكن اتفاقية أوسلو تهدف إلى السلام بقدر ما هي عملية تسوية وافق عليها شعب خاضع للاحتلال، إذ لا يوجد ما يبرر أن يتبرع السكان الأصليون بتقاسم أرضهم مع سكان مستوطنين ما لم يتعرضوا لضغوط شديدة!
وفي صيف عام 2000م اقترحت إسرائيل إقامة دولة فلسطينية صغيرة عاصمتها “أبو ديس”، لكن دون تفكيك المستوطنات الإسرائيلية أو الاعتراف بحق العودة للفلسطينيين في المهجر، وقد ترتب على ذلك قيام الانتفاضة الفلسطينية، إذ فهم الجميع بمن فيهم ياسر عرفات أن التأويل الإسرائيلي لأوسلو في عام 2000م يعني في نهاية المطاف القضاء على أي أمل في حياة أفضل للفلسطينيين!
الفكرة من كتاب عشر خرافات عن إسرائيل
لفهم أي صراع بين طرفين لا بد من العودة إلى التاريخ للوقوف على فهم حقيقي يتيح فرصة للسلام، وفي موضوعنا تعرض الصراع الفلسطيني الإسرائيلي لتضليل وتزييف تاريخي متعمد، وقد أدى ذلك إلى اضطهاد الفلسطينيين ودعم وحماية نظام قائم على الاحتلال والاستعمار، يعتمد التزييف والتضليل على الرواية التاريخية الصهيوينة، فالرواية الإسرائيلية الصهيونية تعتمد على عشر خرافات تلقي بظلال من الشك على الحق الأخلاقي الفلسطيني في الأرض، وتأخذ وسائل الإعلام الغربية هذه الخرافات بوصفها مسلَّمات لا تقبل الدحض، ومن ثمَّ يستعرض المؤلف هذه الخرافات ويرد عليها، قاضيًا بذلك على الرواية الصهيونية المزيفة!
مؤلف كتاب عشر خرافات عن إسرائيل
إيلان بابيه: هو مؤرخ إسرائيلي مشهور، ويعمل أستاذًا بكلية العلوم الاجتماعية والدراسات الدولية بجامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، كما أنه مدير المركز الأوربي للدراسات الفلسطينية بالجامعة.
من مؤلفاته:
التطهير العرقي في فلسطين.
فكرة إسرائيل: تاريخ السلطة والمعرفة.
أكبر سجن على الأرض: سردية جديدة لتاريخ الأراضي المُحتلة.
معلومات عن المترجمة:
سارّة عبد الحليم: هي باحثة ومترجمة فلسطينية، حازت شهادة الماجستير في الفلسفة في دراسات الشرق الأوسط الحديث من جامعة أكسفورد ببريطانيا. من ترجماتها:
وسطاء الخداع.