كيف تمنح طفلك ما لم تحصل عليه؟
كيف تمنح طفلك ما لم تحصل عليه؟
إذا عانيت الإهمال العاطفي وأصبحت الآن أبًا أو تنوي أن تكون أبًا، فيجب أن تتعلم كيف تُربِّي أطفالًا يُدركون عواطفهم ومتناغمين مع أنفسهم والآخرين، ويحدث ذلك بمعرفة آثار الإهمال العاطفي فيك أولًا، ومن ثم كيفية تجنّبها.
فإن كنت تشعر بالفراغ، ولم تتلق وقودًا عاطفيًّا كافيًا من والديك في أثناء الطفولة، فمن المرجح أنك لم تمنحه لأطفالك كذلك، لكن الحل بسيط وهو أن تعتني بنفسك، فكلما زادت عنايتك بنفسك، زادت عنايتك بأطفالك وزاد حبك وفهمك وتقديرك لهم ولمشاعرهم. وإن كنت تعلمت من والديك أنه من غير المقبول الاعتماد على الآخرين، علّم أولادك أن بإمكانهم أن يتمتعوا بمستوى صحي من الاستقلال والاعتماد على الذات، وفي الوقت نفسه يمكنهم الاعتماد على الآخرين في بعض الأمور.
أما إن افتقرت إلى معرفتك بنفسك لأن والديك لم يهتموا بك كفاية، فحاول عدم تكرار الأمر مع أطفالك وانتبه لهم وقدِّم لهم ملاحظات مفيدة وحدثهم عن مهاراتهم، وضع لهم قواعد يلتزمون بها حتى يتعلموا الانضباط الذاتي في حياتهم.
وإن كنت قاسيًا مع نفسك، فبالتأكيد لا تُريد الأمر نفسه لأطفالك، وهنا ستُعلّمهم بالتجربة، فستجد أنك ما إن رأفت بأطفالك سوف يرأفون بك وبالآخرين، ومثلًا إن أردت أن يتعلم ابنك أن يُسامح نفسه فيجب أن يرى تسامحك معه. وحتى لا يخجل طفلك من مشاعره يجب أن تتعلم أنت كيف ترتاح مع المشاعر، وتتقبل ما يشعر به طفلك، وتساعده على التعامل معه حتى يكبر وهو يقبل المشاعر ويُقدِّرها، ولا تنسَ أن تُعلِّمه التسامح مع أخطائه والتعلم منها من دون أن يتأثر احترامه لذاته.
كما أنه لا يكفي أن تخبر ابنك أنك تحبه بل يجب أن تجعله يشعر بذلك، من خلال الأحضان والضحك والمشاركة، واحرص على منحه الرعاية في الجوانب كلها، حتى يتمكن من تقديم الرعاية إلى الآخرين وإلى نفسه لاحقًا. وأخيرًا، حتى يتمتع ابنك بمستوى عالٍ من الإدراك العاطفي يجب أن تلاحظ ما يشعر به، وعبّر عن هذه المشاعر بالكلمات، وعلِّمه كيف يستخدم الكلمات للتعبير عما يشعر به، واطرح أسئلة لمساعدته على فهم أسباب مشاعره، واجعل العواطف عمومًا جزءًا مهمًّا في حياته.
الفكرة من كتاب السير بلا وقود: التغلب على الإهمال العاطفي في الطفولة
ماذا تتذكر من طفولتك؟ الحقيقة أن ما تتذكره لا يهم، فلا يتناول هذا الكتاب ما حدث في طفولتك سواء أكان إيجابيًّا أم سلبيًّا، بل يساعدك على إدراك ما لم يحدث، فما لم يحدث له تأثير في تكوينك وأنت راشد بقدر تأثير الأحداث التي تتذكرها، وربما أكثر.
ويُقصد بذلك قوة الإهمال العاطفي، فهي قوة غير مرئية إلا أنها ذات تأثير كبير، ويُقدم هذا الكتاب ما يكفي من المعلومات حتى تعرف ما إذا تعرضت إلى هذه القوة غير المرئية، وكيفية التغلب على ذلك إن حدث.
مؤلف كتاب السير بلا وقود: التغلب على الإهمال العاطفي في الطفولة
جونيس ويب: طبيبة نفسية وكاتبة أمريكية، حصلت على درجة الدكتوراه في علم النفس الإكلينيكي، ولديها عيادة علاج نفسي خاصة مُتخصصة في علاج الإهمال العاطفي لدى الأفراد والأزواج والعائلات.
ومن أعمالها:
لا سير بلا وقود بعد اليوم: تعديل العلاقة بالشريك والوالدين والأبناء.
العيش دون وقود عاطفي.
كريستين موسيلو: طبيبة نفسية أمريكية، تعمل في عيادة خاصة بـ”مَاسَاتْشُوستس | Massachusetts”، شاركت جُونِيسْ وِيب في كتابة “كتاب العيش دون وقود عاطفي” بالإضافة إلى الكتاب الذي بين أيدينا.
معلومات عن المترجم:
عبد المقصود عبد الكريم: شاعر ومترجم واستشاري طب نفسي مصري، وُلد في قرية “طَنَامِل” بمحافظة الدَّقَهْلِيَّة في أول يونيو ۱٩٥٦م، ويعمل رئيسًا لقسم الطب النفسي بمستشفى المَطَرِيَّة التعليمي.
ومن ترجماته:
الإنسان والبحث عن المعنى.
الموت والاحتضار.