ما بعد اتخاذ القرار
ما بعد اتخاذ القرار
قد يظن البعض أن عملية اتخاذ القرار تنتهي بأن تستقر على اختيار معين، ولكن في الحقيقة عملية الاختيار السليمة الكاملة تمتد إلى أبعد من ذلك، بل وتعد خطوة ما بعد اتخاذ القرار واحدة من أهم الخطوات على الإطلاق، وتملي عليك هذه الخطوة أن تحلل الاختيار الذي اتخذته وتراجع طريقة التفكير التي أدت بك إلى هذا الاختيار، وأن تنظر في الأخطاء التي وقعت فيها وكيف يمكنك تجنبها في المرات القادمة، وكذلك أن تحدد الأدوات التي ساعدتك على اتخاذ قرار مناسب لكي تستعين بها مجددًا. ومن المهم أيضًا ألا تغفل عن الاحتفاء بقراراتك العظيمة،
وذلك على سبيل التشجيع وتعزيز المشاعر الإيجابية من الثقة بنفسك وقراراتك وتحسين صورتك الذاتية. كما يُعد الاحتفال بالقرارات الناجحة عنصرًا مهمًّا من دائرة اتخاذ القرار، فإن تقبل الخطأ والتعامل البناء معه لا يقل عنه أهمية، وكثيرون هم من يتقنون الاحتفال والفرح عند تحقيق النجاحات، ولكن قليلون جدًّا من يستطيعون تقبل أخطائههم وتقويمها بشكل مناسب، فتقبل أننا بشر ولن نفعل كل شيء بطريقة مثالية طوال الوقت، والنجاح لا يعني أن تتخذ قرارات عظيمة دائمًا، وإنما يأتي من التعلم من الأخطاء وعدم الانهزام أمامها.
كذلك من الضروري أن تستمر في مراقبة أهدافك أولًا بأول، وترتيب أولوياتك، وتعديل رؤاك عن نفسك وعن الحياة، بمعنى أن تقيم أهدافك باستمرار وترى ما إذا ظلت أهدافك كما هي أم تغيرت، والغرض من عملية التقييم والمتابعة الدورية لأهدافك أن تحافظ على فهمك لنفسك وألا تضيع رؤاك وسط تغيرات الحياة وأحداثها المتتالية. وغير تحديد أهدافك والتأكد من كونها ملائمة لك، عليك أن تحافظ على مشاعرك الحماسية والتحفيزية تجاه هذه الأهداف، وأن تستذكر الأسباب التي من أجلها وضعت هذه الأهداف، وأهمية هذه الخطوة أنها تساعدك على الالتزام والاستمرارية، لأنك إن لم تحافظ على طاقة الحماس التي تكون في البدايات، يخفت بريقها وتقل دوافعك فتتوقف عما كنت تفعل.
الفكرة من كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
هل يمكن للمشاعر أن تقتل؟ يبدو العنوان غريبًا أو جاء على سبيل المبالغة لا أكثر، لكن في حقيقة الأمر، العنوان ليس غريبًا ولا مبالغًا، بل له صور حقيقية عدة في الواقع، ولك أن تنظر معي إلى صورة من وقع تحت تأثير مشاعر الغضب والكراهية والانتقام فأودى بحياة خصمه، وصورة من أنساه اليأس والألم رحمة ربه فقضى على نفسه، وصورة من تسلط عليه الحزن وتملكته المخاوف حتى صار في تعداد الموتى وهو حي، وغير ذلك كثير من العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة التي تنشأ عن سبب واحد، وهو عدم القدرة على إدارة المشاعر وتركها تؤثر في قراراتنا في الحياة.
وربما حان الوقت لنجنب أنفسنا هذا كله بفهم مشاعرنا واتباع خطوات بسيطة لإدارتها ومنعها من الانحراف بقراراتنا بعيدًا عن الصواب، وها أنا أدعوك لنخوض هذه الرحلة معًا، فما رأيك أن نبدأ على الفور؟
مؤلف كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
كين ليندنر: ابتكر منهجية لتمكين الناس من اتخاذ قرارات حياتية جيدة تسمى Life-Choice Psychology، كما عمل مستشارًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية وساعد آلاف الناس على اتخاذ قرارات ساعدتهم على تحسين حياتهم وحل مشكلاتهم.
تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة هارفارد عن أطروحته علم اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Aspire Higher: How to Find the Love, Positivity, and Purpose to Elevate Your Life and The World
Career Choreography: Your Step-by-Step Guide to Finding the Right Job and Achieving Huge Success and Happiness