عند اتخاذ القرار
عند اتخاذ القرار
اطلعنا في ما سبق على الخطوات الأربعة الاستباقية التي من شأنها أن تحسن من قدرتنا على اتخاذ القرار، أما الآن سنعرف ما الذي ينبغي لك فعله عندما تكون في موقف ويتعين عليك اتخاذ قرار فوري فيه، وأول ما يجب أن تنتبه له وأنت على وشك اتخاذ قرار ما، هو المحافظة على صفاء ذهنك وهدوء نفسك، فلا تتخذ أي قرارات وأنت متأثر بمشاعر الفرح الشديد أو الحزن والغضب الشديد، ولا تحكم على الأشياء وأنت واقع تحت وطأة مشاعر كاليأس والأسى والخذلان، وخذ من وقتك بضع دقائق للتفكير المتأني في اختياراتك السابقة، وذلك بغرض التعلم منها وعدم تكرار الأخطاء السابقة، ولتتذكر أيضًا كيف كانت العواقب وخيمة عندما تسرعت في اتخاذ القرار أو تأثرت بمشاعرك وقتها. كذلك من المهم أن تتذكر أهدافك ورؤاك لتختار ما يتوافق معها وتتجنب ما يعارضها، فعلى سبيل المثال، إذا كان هدفك في الفترة الحالية أن تدخر مبلغًا معينًا من أجل شراء سيارة، ففي كل مرة تذهب للتسوق أو التنزه تذكر هدف شراء السيارة، لتقتصد في مشترياتك وتتخذ القرارات الشرائية والإنفاقية المناسبة لاحتياجاتك فقط.
والأمر ذاته ينطبق عليك إذا كنت طالبًا وتسعى لتحقيق التفوق والحصول على تقديرات مرتفعة، إذ يجب عليك أن تتذكر هدف التفوق الذي تسعى إليه كلما أغرتك نفسك بطول الراحة واللعب والترفيه. ومما يجب تذكره أيضًا وقت اتخاذ القرار، القواعدُ العامة التي وضعتها لنفسك، فلو عُرضت عليك قطعة حلوى، تذكر سريعًا أنك ممتنع عن أكل الحلوى إلا في المناسبات الخاصة جدًّا، ولا تكن متهاونًا كثيرَ الاستثناءات في ما يتعلق بقواعدك الخاصة. كذلك عليك أن تظل مستحضرًا العواقب الحسنة والسيئة لفعل أو ترك الأمور، ولا تنسَ وأنت تتخذ قراراتك ألا تتسرع في الحكم على الآخرين، لكن كن متفهمًا والتمس لأخيك سبعين عذرًا، فكم من قرارات نشأت عن سوء الظن وتحت تأثير الغضب فأفسدت العلاقات وخربت البيوت.
الفكرة من كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
هل يمكن للمشاعر أن تقتل؟ يبدو العنوان غريبًا أو جاء على سبيل المبالغة لا أكثر، لكن في حقيقة الأمر، العنوان ليس غريبًا ولا مبالغًا، بل له صور حقيقية عدة في الواقع، ولك أن تنظر معي إلى صورة من وقع تحت تأثير مشاعر الغضب والكراهية والانتقام فأودى بحياة خصمه، وصورة من أنساه اليأس والألم رحمة ربه فقضى على نفسه، وصورة من تسلط عليه الحزن وتملكته المخاوف حتى صار في تعداد الموتى وهو حي، وغير ذلك كثير من العواقب الوخيمة والنتائج المدمرة التي تنشأ عن سبب واحد، وهو عدم القدرة على إدارة المشاعر وتركها تؤثر في قراراتنا في الحياة.
وربما حان الوقت لنجنب أنفسنا هذا كله بفهم مشاعرنا واتباع خطوات بسيطة لإدارتها ومنعها من الانحراف بقراراتنا بعيدًا عن الصواب، وها أنا أدعوك لنخوض هذه الرحلة معًا، فما رأيك أن نبدأ على الفور؟
مؤلف كتاب مشاعرك قد تكون قاتلة: 7 خطوات للسيطرة على المشاعر والدوافع والنزعات السلبية التي تدمرك
كين ليندنر: ابتكر منهجية لتمكين الناس من اتخاذ قرارات حياتية جيدة تسمى Life-Choice Psychology، كما عمل مستشارًا على مدار الثلاثين عامًا الماضية وساعد آلاف الناس على اتخاذ قرارات ساعدتهم على تحسين حياتهم وحل مشكلاتهم.
تخرج بامتياز مع مرتبة الشرف في جامعة هارفارد عن أطروحته علم اتخاذ القرار. ومن مؤلفاته:
Aspire Higher: How to Find the Love, Positivity, and Purpose to Elevate Your Life and The World
Career Choreography: Your Step-by-Step Guide to Finding the Right Job and Achieving Huge Success and Happiness