هل توجد شيخوخة سعيدة؟
هل توجد شيخوخة سعيدة؟
مما يرتبط في أذهاننا عن الشيخوخة أنها ممتلئة بالحزن والألم، ونريد أن نعرف مدى صحة ذلك وهل تجعلنا الشيخوخة أكثر سعادة أم تعاسة؟ دعنا نرى.. أجريت إحدى التجارب على شباب متوسط أعمارهم أربعة وعشرون عامًا وعلى مسنين متوسط أعمارهم ثلاثة وسبعون عامًا، وطُلب من المجموعتين التعرف على بعض الوجوه الحزينة والسعيدة، فكيف جاءت النتائج؟ سجل الشباب درجة 5 من 25 عند النظر إلى الوجوه السعيدة و3 من 25 بالنسبة إلى الوجوه الحزينة، ما دل على التحيز والانتباه بشكل متقارب جدًّا لكل من السعادة والحزن، أما كبار السن فسجلوا درجة 15 من 25 للوجوه السعيدة وسالب 12 من 25 للوجوه الحزينة، فاتضح أن كبار السن لديهم تحيز واستعداد أكبر للسعادة. ولعلي أسمعك تقول “أي سعادة تلك وسط آلام المفاصل وصداع الرأس وأدوية الضغط؟!” لذا أرجو أن تعدد معي بعض مصادر تلك السعادة وتستعيد بريقها في عينيك.
ولنبدأ مع المصدر الأول الذي يرجع إلى تزايد القدرة الانتقائية للسعادة عند كبار السن، ثم يأتي المصدر الثاني وهو فهم الحياة والتزود بالخبرات التي تُمكن من معالجة مشكلات الحياة بهدوء وحكمة، وإذا انتقلنا إلى المصدر الثالث فسنجد منبعه إعادة ترتيب الأولويات المصاحب للتقدم في العمر، إذ تصبح الأولوية للاستمتاع بما بقي في الحياة من رصيد، أما المصدر الرابع فيأتي من ازدياد القناعة بما تحقق من مكاسب والرضا بما في اليد، ويمكنك إضافة الكثير والكثير فقط إذا بدلت عدسة التشاؤم بالامتنان.
فإذا أردت أن تنعم بشيخوخة سعيدة: حافظ على مستوى جيد من المشاعر الإيجابية، وذلك بالمداومة على فعل الأشياء التي تمنحك سعادة حقيقية، فابحث عن عمل تنشغل به كالتطوع في جمعية خيرية أو ممارسة هواياتك المفضلة كالقراءة ولعب الشطرنج ومشاهدة الوثائقيات، وأضف إلى حياتك معنى بممارسة شعائرك الدينية وعمل الخير ومساعدة الآخرين، وقبل أن تنام تذكر ثلاثة أمور جيدة حدثت خلال اليوم ثم دونها في مفكرتك واحرص على العودة إلى هذه المفكرة مرة بعد مرة، كما يمكن لممارسات اليقظة الذهنية أن تساعدك على تقليل الضغط العصبي وتعزيز شعورك بالسعادة، وهي ممارسات تأملية متنوعة تشترك في التركيز على الحاضر فقط ومراقبته دون الحكم عليه.
الفكرة من كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
في الشباب نظل باحثين عن أفضل الخطط لاستثمار العشرينات وعن 10 أشياء لا ينبغي أن تتم الثلاثين قبل فعلها وعن كيفية تحقيق الأهداف ونيل السعادة وغيرها الكثير، ومع هذا لا يشغلنا الادخار للكبر ولا نهتم ببناء عادات نتكئ عليها في شيخوختنا، وذلك لأننا لا نضع مرحلة الشيخوخة في الحسبان وإنما ننظر إلى الحياة على أنها شباب فقط
ثم إذا انتهى جلسنا نبكي على أطلاله حتى نلقى الموت، ولكن ألم يأن أن نبحث عن أفضل الخطط لعيش شيخوخة سعيدة، وعن كيفية استثمار الوقت في الكبر، وعن أهم العادات التي تعزز الصحة الجسدية والعقلية؟! أرجو أن تردد بداخلك الآن بلى! بلى! وتبدأ أولى خطواتك في رحلة الصلح مع الشيخوخة بقراءة هذا الكتاب.
مؤلف كتاب قواعد الدماغ لشيخوخة جيدة: 10 مبادئ لتبقى في حيوية، سعادة ونشاط
جون ميدينا: هو عالم أحياء مختص في البيولوجيا الجزيئية، له عديد من الأبحاث في ما يخص الجينات المشاركة في تطور الدماغ البشري وكذلك الجينات المسؤولة عن الاضطرابات النفسية، حصل على درجة الدكتوراه في البيولوجيا الجزيئية من جامعة واشنطن.
ومن مؤلفاته:
Brain Rules: 12 Principles for Surviving and Thriving at Work, Home, and School
Attack of the Teenage Brain! Understanding and Supporting the Weird and Wonderful Adolescent Learner
Brain Rules for Baby: How to Raise a Smart and Happy Child from Zero to Five