المعالجة والتأهيل النفسي
المعالجة والتأهيل النفسي
يعود الفضل إلى علم النفس في نشأة علم المعالجة النفسية في نهاية القرن التاسع عشر، وتعول المعالجة النفسية بشكل كبير على الأديان بكل أنواعها، لدرجة أن عالم النفس أبراهام ماسلو صنَّف الأديان لا حسب عقائدها، ولكن على أساس ما تقدمه من التوجيه النفسي، فكل الأديان تشمل الجانبين؛ التربوي الذي يهدف إلى تربية الحالة الداخلية كالنية والوعي والإيمان، والعملي كالأعمال الصالحة واتباع الشرائع والشعائر، والإسلام بخاصةٍ تكثر فيه الإشارة إلى الذين آمنوا وعملوا الصالحات، واستمرت الدراسات لهذه الظواهر، وأكد علماء الفيزياء الحديثة الرؤية التوحيدية للكون، وهي باختصار أنه لو لم يكن هناك إله فهناك ضرورة لأن نفرض وجوده حتى يمكننا تفسير ظواهر الطبيعة.
والتطور في العلوم العصبية الحديثة اختزل الإنسان إلى مجموعة من التفاعلات البيولوجية، ومن هنا بدأ إهمال تدريس العلاج النفسي في كليات الطب، بل وفي مقررات الطب النفسي.
وتتنوع مدارس العلاج النفسي، فمنها مدرسة التحليل النفسي التي تعمل على التبصرة بدواخل الفرد لتوسيع دائرة الوعي، وهناك تيار آخر يهدف إلى تعديل السلوك ومن ثم تغيير الوعي، وتتجه أساليب العلاج الحالية إلى الاهتمام بما عرف بسيكولوجية الذات، أي الاهتمام بالأنا وكيفية التعامل مع الواقع وأخذ العوامل البيئية في الاعتبار لمعرفة سبب الأمراض سواء النفسية أو البدنية، وكذلك علاقة الأفراد بعضهم ببعض وما ينشأ من تأثير وتأثر، ومن هنا نشأت فكرة المعالجة مع الأسرة والمجموعات العلاجية المشتركة بالإضافة إلى مشاركة المريض في أنشطة مختلفة لاكتساب مهارات اجتماعية ونفسية تؤهله للشفاء.
الفكرة من كتاب المرشد في الطب النفسي
النفس البشرية عالم رحب، لا يمكن حصر جوانبها وما يعتريها من خلل في المراحل العمرية المختلفة، ولا يغفل أحد عن دور الطب النفسي في تعزيز سلامة الأفراد والمجتمعات على السواء والحماية من الانحرافات السلوكية، فيتناول بالدراسة والتحليل ما يتعرض له الشخص في جميع مراحل حياته منذ الولادة إلى اللحظات الأخيرة في الحياة، ويربط بين الصحة النفسية والسلوك ومدى تأثير العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية في الأفراد، وسنتناول في هذا الكتاب باختصار ماهية المرض النفسي وأعراضه وكيفية الوقاية وأمثلة لما يصيب الإنسان من أمراض نفسية في مراحل عمره المختلفة وطرق العلاج والتأهيل.
مؤلف كتاب المرشد في الطب النفسي
أعد هذا الكتاب نخبة من أساتذة الطب النفسي في كليات الطب المختلفة في الوطن العربي ضمن سلسلة “الكتاب الطبي الجامعي”، وهي مبادرة تابعة للمكتب الإقليمي لدعم التعليم الطبي باللغة العربية.